الأسرة والطفلتربية الأبناء

النصائح الذهبية في التربية لأهم مرحلة عمرية الجزء الأول: من الولادة إلى السنتين

خطوات نحو إنشاء جيل النصر الموعود

بقلم أمل ابراهيم

تنشئة الطفل السوي

أهم سنوات في عمر الطفل هي السنوات الخمس الأولى وخلال هذه السنوات يتم تثبيت الأساس السليم للطفل وهو الأساس الذي تحتاجينه كي ينشأ عود طفلك مستقيماً من الأساس فتقومين بالبناء عليه بيسر وسهولة و تتفادين الاعوجاج في الأساس الذي يتطلب مجهودا جباراً لإصلاحه وتقويمه.

كوني متأكدة أن تنشئة طفل سوي يعتمد كثيراً بعد توفيق الله تعالى على قيامك بمهمتك واتقانك لها وصبرك وتحملك من أجلها فبقدر ما تبذلين ستجدين النتيجة المرضية ان شاء الله وبقد ما تقصرين تجدين طفلك مقصرا لا قدر الله …. فماذا عليك أن تفعلي؟

جهزي نفسك لإنجاح أهم مشروع في حياتك :

  1. لا تنظري الى أولادك أبداً على أنهم مصدر ازعاج لك وتنغيص لحياتك بل انظري لهم على أنهم مشروع حياتك وأهم استثمار لك وعلى قدر ما تبذلين من جهد ووقت في تعلم كيفية انجاح هذا المشروع وفي الصبر والعطاء له تكون فرحتك بنجاحه و كونه في أكمل صورة تحبينها … بمعنى أن يكون أولادك ان شاء الله  ناجحين في حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية وفي نفس الوقت يكونون بارين بك حنونين عليك و مطيعين لك و يتمتعون بنفسية سوية وأخلاق عالية وسلوك متزن في التعامل مع الاخرين ودافعهم لكل هذا هو ابتغاؤهم رضا الله والجنة والبعد عن سخطه وناره .
  2. قومي ببناء علاقة قوية ومتينة مع أولادك … علاقة حب وحنان واهتمام ورعاية ولعب وضحك وقضاء وقت طويل معهم خاص بهم بدون أن يكون هناك شعور داخلي عندك أن ورائك شيء أهم منهم وأنه يجب أن تنهي بسرعة وقتك معهم حتى تتفرغي له.
  3. وكوني متأكدة أن التعليم من خلال كل هذا ومن خلال كل لعبة معهم وكل حكاية وكل وقت هو مفتاح النجاح في تربية الأولاد . وهذا يبدأ من سن مبكرة جدا.. من بداية أن تتمكني من اللعب معهم أي من ستة شهور بل منذ الولادة .

وقد قسمت هذه السنين الخمسة الى المراحل التالية :

1- من الولادة إلى السنتين

2- من سنتين إلى ثلاثة سنوات

3- السنة الرابعة والسنة الخامسة

ولأن كل مرحلة من تلك المراحل مختلفة نوعا ما عن الأخرى بينما هدف التربية واحد  فكل مرحلة منها تحتاج لضبط التعامل مع نفس الأحداث بطريقة مختلفة في التطبيق عن المراحل الأخرى.

المرحلة الأولى: من الولادة حتى سن السنتين

النصائح الذهبية لهذه المرحلة

 

1- احترام مشاعر الطفل ورغباته

إنها احترام مشاعر الطفل ورغباته فهو مايزال رضيعا بنص القرآن فلا تعامليه على أنه يتحداك أو يضغط عليك ومن ثم تدخلين في صراع  معه، بمعنى أن تستجيبي لبكائه وتعملي جهدك كي يكون هادئا. أن تبتسمي في وجهه من ساعة ولادته ولا تعبسي لأنه ليس مسؤولا عن أي ضغوط عليك ولا تسمعي لمن يقول لك اتركيه يبكي مادام شبعان ونظيف،  بل ان بكى تفاعلي معه فهو يبكي طلباً لك ولصوتك وقبلاتك وحضنك وملامستك.

عندما يتعرض لما يؤلمه فأظهري له أنك متعاطفة معه وخذيه في حضنك وقبلي المكان الذي يؤلمه وستتفاجئين أن ألمه قد زال بهذه القبلة.

 إن وقع فقومي إليه وأزيلي عثرته ولا تقولي انه يزن أو يبكي لأنه يريد الاهتمام و لذلك فأنت تهملينه. نعم هو يريد الاهتمام، وهذا حق له وهو عنصر هام جدا لبناء شخصية سليمة متزنة عاطفيا وقوية وسلسة و تتحمل الصدمات في نفس الوقت.

عندما يبكي طلباً لأخذ شيء أو لأنه يريد الاحتفاظ بشيء وأنت لا تريدين إعطاءه إياه لاتنزعيه من يده بشده  ولا تصرخي في وجهه وكأنه ند لك ويعاندك بل استعملي معه أسلوب الإلهاء … ألهيه بشيء آخر حتى يفعل ما تريدين  بدون أن يبكي أو يتعصب وبدون أن يتحول الأمر إلى معركة معه.

 عندما يبكي لأنه لا يستطيع الخروج مع أبيه أو لأن جدته مثلا قد غادرت ألهيه أيضاً بلعبة أو بالنظر من الشباك ولكن في كل الأحوال لا تنهريه أبدا ولا تضربيه ولا تقولي هو لابد أن يتعود على ذلك بل كوني حنونة معه مقدرة لعواطفه البريئة فهو مازال صغيراً على هذا.

 إذا جاء وقت النوم من وجة نظرك فلا ترغميه غلى النوم بأن تتركيه في سريره يبكي حتى ينام وهو مفطور القلب. هذا لن يساعدك ولن ينفعه،  بل اجلسي وأرقديه في حجرك أو ارقدي معه في سريره وغني له أو اقرأي له قرآن أو احكي له حكاية أو اقرئي معة قصة وأنت سعيدة به وهادئة حتى ينام وهو هادئ النفس سعيد. لا تتركيه ينام حزينا أبداً ولا تجعلي النوم خبرة سيئة له. وان شعرت أنه نشيط وعنده طاقة للعب فأفسحي له المجال ليقوم ويلعب و يستفذ طاقته ثم حاولي معه مرة أخرى. هو في النهاية لن ينام إلا عندما يستنفذ طاقته ومن الأفضل لك وله أن يستنفذها في اللعب والمرح معك وأنت مبتسمة عن أن يستنفذها في البكاء والصراخ وأنت تضرخين في وجهه.

2- التوازن بين الحزم والحنان

إنه التوازن بين الحزم والحنان … بين اعطائه الفرصة لاكتشاف عالمه الجديد ووقايته من الأخطار الموجودة فيه ومنعه مواطن الخطر. إنه الجد وعدم التردد لمنعه من الخطر مع الليونة والرفق والحنان في باقي الأوقات.

جدول أعمالك خلال تلك الفترة :

من الولادة وحتى تسعة أشهر:

 

اجعلي بداية يومه سعيدة وجميلة

1- اجعلي بداية يومه سعيدة وجميلة ومريحة له .. فعندما يصحو من النوم و خاصة في الصباح اجعلي ابتسامتك أول ما يستقبله وصوتك الجميل الحنون يداعبه بلحن مبهج  (السلام عليكم/صح النوم / صح النوم يا جميل / صح النوم صحي صحي يارب يكبر ويصحي /صباح الفل / صباح النور على البنور) . وفي أثناء ذلك تقومين بتدليك جسمه الصغير بأطراف أصابعك برقة، تدلكين كتفيه وذراعيه وصدره وفخذيه وظهره وقدمية مع بعض تمرينات الاستطالة الخفيفة مثل أن ترفعي ذراعيه بهدوء فوق رأسه ثم تثنيهما على صدره و تثني ركبتيه و تفرديهما .

ثم لابد أن تكوني دوماً مبتسمة في وجهه سواء وقت الرضاعة أو وقت تغيير الحفايض مهما كانت الرائحة كريهة بل يمكنك أن تؤلفي أغنية بسيطة تغنيها له وقت تغيير حفائضة حتى تهوني على نفسك الأمر وتجعليه وقتاً سعيدا لكما، مثل (يلا نغير يلا نغيرهانغير هانغير) وتختاري لها لحناً مبهجاً.

اجعلي وقت نومه سعيداً أيضاً

2- لابد أن  تتفاعلي معه وقت النوم بصوتك  وفي حضنك حتى ينام وهو مستريح وسعيد وذلك بأن تقرأي له بعض القرآن أولاً مثل الفاتحة أو آية الكرسي ثم تغني له أغاني ذات معنى إيماني يدخل قلبه منذ ولادته مثل لا إله إلا الله محمد رسول الله والصلاة والسلام على رسول الله أو بعض الأشعار المفيدة بالفصحى بالإضافة طبعاً إلى أغاني قبل النوم التقليدية باللهجة العامية.

اربطيه بالقرآن

3- اربطيه بالقرآن منذ ولادته وذلك بأن تشغلي القرآن قريباً منه أو تقرأي أنت أو أبوه بجانبه خلال اليوم وعند النوم.

كوني حنونة عليه دوماً

فحنان الأم على صغارها من مقاييس خيرية المرأة فقد قال صلى الله عليه وسلم :(خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده (

4- عندما يبكي أو يصرخ بدون سبب وهو شبعان ونظيف فقد يكون محتاجاً لحنانك وقربك فلا تبخلي عليه به أبداً بل احمليه وضميه إلى صدرك حتى يهدأ فهذا من أحق حقوقه  .. بل كلميه بصوت حنون هادئ مثلاً : أنا أحبك كثيراً .. أنت حبيب قلبي .. أنت حبيبي . وإن لم يتوقف عن البكاء والصراخ قومي بالآذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى فالآذان يطرد الشيطان.

5- لا تغضبي ولا تتعصبي إذا طال بكاؤه ولا تقومي بنهره أو الزعيق فيه أو شتمه فهو يشعر ويفهم وهذا يؤثر فيه ويجعله عصبياً بل حاولي أن تتعاملي أنت مع غضبك وعصبيتك فأنت كبيرة ويمكنك فعل ذلك بينماهو لا يمكنه ذلك . حاولي أن تجدي من يساعدك فيأخذه منك بعض الوقت حتى ترتاحي وتستطيعي المواصلة مثل أمك أو أختك أو إحدى قريباتك أو زوجك إن كان متاحاً ويمكنه مساعدتك لتهدئة الطفل. هو في نهاية الأمر سيهدأ و ينام فقط اصبري قليلاُ.

6- أعدي له مكاناُ مناسباً  قريباً منك يرقد فيه وأنت تقومين بمهامك في البيت مثل الترتيب أو التنظيف أو الطبخ وحاولي أن تتحدثي معه خلال هذا الوقت بأن تقرأي بعض القرآن أو تغني له بعض الأغاني و توجهي له الكلام أو حتى تشرحي له ما تقومين بفعله وتتحدثين معه.

7- عبري له عن حبك له دوماُ وفي كل وقت بالأحضان والقبلات و الكلام مثل أنت حبيب قلبي / أنا بحبك .. وهكذا.

حببيه في القراءة مبكراً

8- عندما يبلغ ثلاثة شهور ابدئي في القراءة معه قصة قبل النوم بالإضافة لما سبق في رقم 2 . اختاري من قصص ما قبل الروضة قصة واحدة تقرئيها معه كل ليلة تكون صفحاتها قليلة وكل صفحة عبارة عن صورة و معها سطر واحد بخط كبير يشرح الصورة . اجعليه يشاهد الصور والكلام المكتوب ثم اقرئيها له وأصبعك تحت الكلمة التي تقرئيها حتى نهاية القصة.

 

من تسعة أشهر إلى سنتين

طفلك الآن أصبح يستطيع الجلوس وحده وكذلك يمكنه التحرك في أرجاء المنزل بواسطة المشاية أو أنه يمكنه الحبو. كذلك هو يحاول في هذه الفترة أن ينطق بعض الحروف أو الكلمات ويمكنه أن يطلب ما يريده سواء بالإشارة أو بالكلام. الآن سوف تواظبين على البرنامج السابق مع الإضافات التالية :

  1. ابدئي معه منذ أول خطواته على الأرض بأمرين: أولاً توفير مساحة كبيرة لتحركه في البيت خالية من كل ما هو خطير عليه وكل ما تخافين عليه أن ينكسر او يخرب
  2. ثانيا: كوني حازمة وليست قاسية اذا اقترب من اي خطر مثل الكهرباء او النار مثلا فقولي بحزم و نبرة جادة و صارمة وصوت اعلى من العادي لأ لأ و في نفس الوقت تتجهين بسرعة إليه لتمنيعه من لمسها ثم تتابعي معه بعدها ما يفهم منه أنه خطر مثل ( واوا  دي واوا  دي واوا)   و هكذا  في كل مرة.  وهذا يبدأ من سن ست إلى تسع شهور يعني منذ تضعينه في المشاية أو منذ أن يبدأ الحبو.

الصور والكلمات المطبوعة واللعب

1- لابد أن تكوني قد أعددت عدداً من الصور المطبوعة لأشياء مختلفة في حدود ثلاثين صورة: خضروات وفواكه وحيوانات وجمادات . أجلسي طفلك بجانبك واعرضي عليه الصور واحدة تلو الأخرى مرة أو مرتين في كل صباح . لا تطلبي منه إعادة اسمائها ولا تسأليه عنها فقط  كرري هذا الأمر كل يوم لمدة شهرين أو ثلاثة و سوف تفاجئين بعدها أنه يعرفها جميعا عندما تسألينه عنها و يمكنه بسهولة نطق أسمائها عندما يتمكن من النطق. يمكنك أولاُ أن تعرضي عليه أكثر من صورة ثم تسأليه مثلاً: أين/فين البرتقال أو القطة أو الشجرة أو الأسد؟ و ستجدينه يشير إلى الصورة الصحيحة.

2- يمكنك أن تطبعي له بخط كبير اسمك واسم أبيه وأسماء جدوده وبعض المقربين منه وتفعلي معها نفس الذي فعلتيه مع الصور. وسوف تفاجئين بالنتيجة أيضاً.

3- أحضري له بعض الألعاب التي تنمي مهارات استعمال يديه ويتعلم من خلالها الحروف والأرقام أيضاً مثل المكعبات الكبيرة واللوحات الخشبية التي تحتوي على الحروف والأرقام منحوتة بحيث يمكن اخراجها وإعادة تركيبها في أماكنها. اقض معه وقتاُ كل يوم في اللعب بهذه الألعاب.

كيف توفرين الوقت لنفسك والانطلاق لطفلك

4- لكي يمكنك أن تستفيدي بوقتك في آداء باقي مهامك في البيت وحتى ينمو طفلك بطريقة نفسية وسلوكية سليمة لابد أن يشعر بالإنطلاق وأن تكون كمية الأوامر له ب(لا) و(لا تفعل) قليلة إلى أبعد حد. ولذلك عليك أن تستعدي للمرحلة التي سيتحرك فيها طفلك في المنزل فتجعليه مكاناُ آمناً له ينطلق فيه براحته بدون خوف أو قلق عليه أو على محتويات المنزل. عليك إذاً أن ترفعي عن متناوله كل ما يشكل خطراً علية من أدوات حادة أو ثقيلة وأواني زجاجية أو منظفات وكل ما تخافين عليه من تحف أو عطورات أو أدوات تجميل أو أطعمة سائلة مثل الزيت والبيض و خلافة.

 كل شيء يستدعي أن تقولي له:( لا لا تقترب من هذا) لابد أن تزيليه من طريقه ومن الأماكن المتاح له التحرك فيها.

 بعض الأماكن لابد أن تكون مغلقة دوما في وجه الطفل ما دمت لست معه كالحمام والمطبخ مثلاً.

كذلك عليك أن تفرغي ما يمكنه الوصول إليه من أدراج ورفوف ودواليب من محتوياتها و تستبدليها بأشياء آمنه له يمكنه أن يلعب بها ويفرغها من الأدراج و الرفوف ثم يعيدها مرة أخرى أو تعيدينها أنت وأنت مبتسمة سعيدة بدون صراخ ولا عصبية. أشياء مثل بعض الملابس أو الكتب والمجلات الغير مهمة التي لا مشكلة في أن تقطع و كذلك بعض الأغراض البلاستيكة أو الخشبية التي لا تسبب ضرراً للطفل ولا لغيره.

إذا فعلت هذا يمكنك أن تدعيه يتجول في البيت براحته بدون أن تقلقي ولا تتعصبي عليه  وهذا يعطيك بعض الهدوء وبعض الوقت لنفسك كما يعطيه هو الحرية والانطلاق اللذين يحتاجهما.

وللمزيد من المعلومات عن كيفية التعامل مع الأطفال بدون عصبية في هذا السن يمكنك الرجوع إلى مقالي السابق ( كيف نتخلص من العصبية في التعامل مع الأطفال … الخطوات العملية)

أهمية لعبك مع طفلك

5- لابد من التنويع والتطوير في الألعاب التي يلعب بها الطفل ولابد أن تقضي وقتاً طويلاً تلعبين معه بهذه الألعاب ولا تتركيه وحده في هذه المرحلة فهو يتعلم منك كيفية اللعب بها أو بمعنى آخر كيفية فعل الأشياء و كيفية التصرف، وفي نفس الوقت فأنت تبنين معك علاقة متينة يختلط فيه الحب بالمرح والضحك والتعليم والصداقة والحزم. كله في نفس الوقت حيث يتعلم منك أيضاً مالا يجب عمله و الممنوع من فعله وقت اللعب.

كل هذا يجعله أكثر سلاسة معك وأكثر ليونة وطاعة لك وأقل عناداً وخاصة عندما تكونين أنت أيضاً هادئة وتساعديه وتشرحين له كل شيئ بحب و هدوء وتكرار.

6- الكلام معه  وشرح ما يحدث حوله وجعله واعياً به مثل السيارات التي تمشي في الشارع ؟ نرى بأعيننا/ العصفور يغرد فوق الشجرة / نسمع بآذننا. وكذا تشرحين له كل ما يحدث حوله بأسوب بسيط يفهمه.

اغرسي في طفلك حب الكعبة

7- اربطي طفلك بالكعبة بيت الله الحرام وحببيه فيها وفي مكة واربطيه كذلك بالتكبير والتلبية وذلك بأن تجعليه يشاهد الطواف حول الكعبة – ولكن قبل التباعد وعدم رص الصفوف الذي أمرنا الله به- . واجعليه يسمع التلبية مكررة وكذلك تكبيرات العيد مكررة.

ساعدي طفلك على التعرف على العالم الخارجي

عندما يبلغ 18 شهراً وليس قبل ذلك أبداً يمكنك أن تشاهدي معه بعض مقاطع الفيديو التي فيها ما لا يشاهده حوله كل يوم كي يتعرف على العالم من حوله مثل أسماء حيوانات المزرعة وأصواتها وبعض الحيوانات الأخرى كالأسود والخيل والحيتان وكذلك الفواكة و الطائرات والقطارات.

 ولكن بشرط أن تكون لأشياء حقيقية وليست رسومات مهما كانت إسلامية لأن الرسومات تعطيه فكرة عير حقيقية عن العالم وهذه الفكرة تكون فكرة من رسمها أو من أنتجها وقد يكون فيها رسائل غير مرئية لعيون الكبار ووعيهم لكن تلتقطها عيون الصغار وتبقى في اللاوعي عندهم .

وبشرط أن تكون باللغة العربية الفصحى حتى يرتبط بها ويفهمها ويتعود على النطق بها.

 وكذلك أن تكون خالية من الموسيقى حتى يبقى قلبه على فطرته النقية بدون أن تلوثه مزامير الشيطان.

ولكن لا تكثري منها ولتقتصري على ثلاثة أو أربعة تكرريهم له على فترات بشرط  أن تكوني معه وأن تشرحي له ما يحدث فيه مثل الأسد يزأر /الحصان يجري/ الحوت يسبح في البحر … وهكذا .. بل تشرحين له كل مافي الصورة … هو سيفهمه و سيجعله واعياً أكثر و سيتعرف عليه عندما يراه في الحقيقة.

يفضل أن لا يشاهد الطفل أي شيء على شاشة الهاتف وأفضل شيء أن يشاهده على شاشة تلفاز يمكن توصيله بالنت وإن لم يتيسر فيكون على شاشة كمبيوتر.

وفي نفس الوقت استغلي كل فرصة ممكنة لاصطحاب الطفل خارج البيت حتى يتعرف على العالم الحقيقي بنفسه ويُكَّوِن خبراته الخاصة به. خذيه إلى الحديقة أو أماكن ألعاب الأطفال أو إلى شاطئ البحر إن أمكن. حتى لو خرجت معه في تمشية بسيطة في الشارع الذي تسكنين فيه. ولاتنسي أن تشرحي له كل ما يراه حوله من أشياء وأحداث و مواقف مهما كانت تافهة في نظرك. هذه الخرجات البسيطة مع طفلك وفي تلك السن المبكرة ستقوي العلاقة بينكما وتبني الذكريات الجميلة بينكما وسيستفيد منها طفلك في نموه العقلي وكذلك سيستفيد منها عاطفياً ونفسياً وجسمانياً وسلوكياً.

طفلك والمطبخ

9- قد تضطرين أحياناً لأن تأخذيه معك إلى المطبخ لكن من الأفضل أن يقف خارج المطبخ يراقبك ويكون هناك ما يمنعه من الدخول. وفي نفس الوقت لا تكوني صامتة بل اشرحي له كل ما تفعلين : ماذا تطبخين …  تقطعي … تبشري … تقشري … تغسلي وهكذا.

 إذا أدخلته المطبخ معك لابد أن نكون عينك عليه دوما وأن تعطيه ما يتلهى به وأ يكون بعيدا عن الموقد والفرن والأدوات الحادة وأن يكون ذلك لفترة محدودة ولسبب طارئ وليس هو الشيء العادي.

أيتها الأم الحبيبة إذا اتبعتي نصائحي هذه فستجدين النتيجة رائعة بإذن الله …

 ستكونين ان شاء الله أكثر هدوءاً  وأقل عصبية وانفعالاً …

 وسيكون طفلك أهدئ نفساً وأفضل سلوكاً وأكثر انقياداً لك ولن تحتاجي إلى مجرد التفكير في أن تتعصبي عليه فضلاً عن أن تضربيه

ولكن لعلك لاحظت أن عليك مجهوداً كبيراً تقومين به خلال تلك الفترة المنسية في تربية الأطفال. ولكن هذا المجهود سيوفر عليك وعلى طفلك أضعافه فيما بعد ان شاء الله.

وأقتبس هنا هذه الملاحظة لأخت كريمة حيث قالت :(لا تنظري للفترة من الولادة حتى الفطام على أنها فقط فترة تعلق للطفل بأمه وازعاجه لها ولكن انظري  إلى ما فيها من رحمة الله  بها بتوفير قسط من الجلوس والراحة  لها تأتي في صورة نداء مستمر من طفلها بالبكاء وذلك في الوقت الذي تزداد فيه مسؤوليات الأم وتضطر لعمل تغيير كامل لأولوياتها ونظام حياتها. فتأتي هذه النداءات المستمرة من وليدها لتجبرها علي الجلوس له بالرغم من كل مهامها لتنال قسطاً من الراحة الجسديه والنفسية  أيضاً بضمها طفلها وتقبيله فسبحان الله)

إلى اللقاء في الجزء التالي إن شاء الله ودمتم بخير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى