مقالات

حدّث حذيفة 1

بقلم دعاء ليث

بقلم دعاء ليث

عن حذيفة : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني…
لفظ الحديث في الصحيحين
ولفظه في تاريخ مدينة دمشق هو: عن حذيفة قال: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أدركه فأنكر القوم قولي، قال: قد أرى الذي في وجوهكم…..
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله
حقيقة أشعر أنه أستاذا لي على البعد من بعد رسول الله
كان يحمل في رأسه نفس ما أحمله في رأسي
كان همه هو همي و ثقل قلبه كثقل قلبي
كان يسأل دوما عن الشر وعن فتن آخر الزمان ويحدث بها الناس
ولذلك روي عنه عدد ليس بالقليل من الأحاديث
ورغم أنه من الثقات أنكر عليه القوم 🙂
لكرههم ما يسمعون فلربما بكلامه كان يقطع عليهم طول الأمل
حتى أنه من كثرة ما يعرف قال يوما
لو علمتم ما أعلم لما رقبتم بي الليل
ولكن هل أنكر عليه رسول الله ؟
هل أنكر عليه سؤاله عن الشر وتعلمه له ؟
هل اتهمه بالتشاؤم او التطير ونهاه عن سؤله ؟
هل قال له إن هذا علم لا ينفع يا حذيف
ويوقع النفس في اليأس فاجتنبه،
حسبك وانكب على العبادة وكف ؟
ومن غير حذيفة..
لماذا تكلف الرسول هذا الوقت والجهد
ليخبرنا من أنباء الغيب مطولا مالم يحدث بعد ؟
لماذا لم يقل أنها أقدار الله فليتقبلها المؤمن كيفما جاءت
ولا داعي للكلام فيها وعليه بتقوى الله وفقط في كل الأوقات ؟
هل كان يقولها تسلية أو تسرية لأصحابه حاشاه ؟
أم كان يتحدث بالوحي لإخوان له لم يرهم ولم يروه
يحتاجون لهذه الأحاديث وبشدة
ليتلمسوا طريقهم وسط الظلام ؟
نعم..
هي هدية مبعوثة لنا نحن
من قبل الألف عام
نور مرسل عبر العصور
نصائح نبوية ودليل استخدام
نعم دليل استخدام
على ضوء أحاديث الرسول
أصبح يمكن صنع دليل استخدام
ويمكن به فعل الكثير
لاستقبال فتن الظلام
ولكن ماذا فعلنا بالدليل ؟
التهينا عنه ونسينا
وإذا رأينا مصيبة
ظننا أنه لا سبيل
أواه ! لم يقل لنا أحد ما نفعل !
ضعنا ! وما العمل ! وياللويل !
بل قال الرسول وطوّل
سمعه الصحابة بوجل
وحذيفة قد زاد و سأل
ثم أخبر فقال عن فتن
قد أطلت كجباه البقر
يهلك فيها أكثر الناس
إلا من كان يعرفها من قبل
إلا من كان يعرفها من قبل
إلا من كان يعرفها من قبل
(المقطع الأخير بتصرف من أثر لحذيفة بن اليمان – إسناده حسن موقوف – كتاب الفتن – نعيم بن حماد)

…….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى