استقرار الأسرة ملاذ في زمن الفتن
لا يمكننا الحديث عن الحلول في زمن الفتن بدون التطرق إلى حاضنة تخريج الشخص المسلم السوي. فالاهتمام بالأسرة وتربية الأبناء ركن أساسي في منهج الإعداد للفتن. ولكن للأسف كثيرٌ من المهتمين بهذا الأمر يغفلون عن هذا الجانب المهم.
فالزواج غاية ربانية وهو من سنن الأنبياء كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم ( النكاحُ من سُنَّتِي ، فمن لم يعمَلْ بسنَّتِي فليس منِّي ، وتَزَوَّجوا فإِنَّي مكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ يومَ القيامَةِ ، ومَنْ كان ذا طَوْلٍ فلْيَنكِحْ ، ومَنْ لم يَجِدْ فعلَيْهِ بالصيامِ ، فإِنَّ الصومَ لَهُ وِجاءٌ) بينما الطلاق مكيدة شيطانية كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم (إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ) رواه مسلم.
لذلك فالحفاظ على استقرار الأسرة واجتهاد كل من الزوج والزوجة لإنجاح الزواج من أهم مقومات الإعداد لتنشئة جيل النصر. فالأسرة هي المحضن الأول للطفل وفيه يتعلم الدين والعقيدة ويتربى على مكارم الأخلاق ويجد الاستقرار النفسي والدعم العاطفي والمعنوي ويتعلم تحمل المسؤولية والتعاون والصبر والعطاء التضحية.
تنشئة الأطفال تحدٍ كبير لا مناص من مواجهته
فتنشئة الأطفال نشأة سوية من الناحية النفسية والأخلاقية والإيمانية خطوة في غاية الأهمية على طريق إعداد جيل النصر الموعود، وتأمين البيئة السوية المتوازنة للطفل كي ينمو فيها مهم جداً لتكوين شخص ذي شخصية قوية ولكنها مرنة في نفس الوقت، رفيقة وصارمة في ذات الوقت ، شديدة وقتما يستدعي الأمر و رحيمة وقتما يحتاج الأمر ، لا تكسرها المشاكل والصعوبات ولا تستسلم للمعوقات .. بل يمكنها تخطي الأزمات والقيام بقوة وسرعة بعد السقطات . شخصية يمكنها تمييز الصواب من الخطأ و الثبات على الحق حتى في حال البعد عن رقابة الوالدين أو الرقيب البشري بصفة عامة ،شخصية همها الآخرة وقد ترسخ في قلبها معرفة الله ومراقبته و تحقيق عبوديته في قلبها تتناصح وتتعاون مع الوالدين والأخوة والأسرة على البر والتقوى … شخصية مسموح لها بإبداء الرأي والتساؤل والمناقشة داخل الأسرة ويؤخذ برأيها وتشجع عليه عندما يكون صوابا، ويعدل رأيها في حال الخطأ بالحجة والإقناع بدون استهزاء ولا سخرية …. شخصية كريمة عزيزة النفس لا تقبل الإهانة ولا الإذلال وفي الوقت متواضعة وغير متكبرة على من هم دونها. شخصية يُعتمد عليها لآداء المهمات .. متعددة المواهب والمهارات أيما وجدت عملت فأنتجت وزرعت فأثمرت وأينعت ونشرت الخير حولها.
هذا الشبل من ذاك الأسد
هذه الشخصية ليست ضرباً من الخيال ولكنها تحتاج لأبوين قد أسسا بنيانهما على تقوى من الله ورضوان وابتغيا وجهه تعالى في إنشاء أسرة مسلمة صالحة مصلحة وقد علما أن لهما مهمة عظيمة في هذه الحياة تستدعي أن تكون علاقتهما مبنية على أساس من الدين والخلق وحسن العشرة وآداء الواجبات التي فرضها الله على كل منهما ، سلاحهما في ذلك الصبر والتضحية والثبات على الحق. ثم قد تيقنا أن تربية أولادهما مهمة عظيمة تستدعي العلم والعمل والإخلاص واكتساب المهارات والعلوم فيها، فليست أمراً تقليدياً يقلدون فيه مجتمعاتهم ومن حولهم بدون تمحيص ، وليست هي التغذية والكسوة فقط . بل هو عمل دؤوب مدروس ومستمر ومستمد من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته وتابعيه وسلفنا الصالح.
المركز يساعد في إنجاح المهمة
ولعلمنا بمدى أهمية هذا الأمر خصصنا قسم للأسرة والطفل في موقعنا وهو قسم يهتم بأمور الحياة الزوجية وتربية الأولاد.
فنجد في قسم تربية الأبناء المقالات التالية:
ربي أطفالك على مكارم الأخلاق … التأدب عند الطلب وقول شكراً
تربية الطفل على مكارم الأخلاق .. الاعتذار عن الخطأ
علموا أولادكم الرفق واللين وتقدير مشاعر الآخرين(1)
علموا أولادكم الرفق واللين وتقدير مشاعر الآخرين (2)
علموا أولادكم الرفق واللين وتقدير مشاعر الآخرين (3)
كيف نكون رفقاء مع أبنائنا ….. خطوة بخطوة
كيف نتخلص من العصبية في التعامل مع الأطفال … الخطوات العملية
عن الحرية والالتزام والإلزام (1)
عن الحرية والالتزام والإلزام (2)
وفي قسم الحياة الزوجية تجدون المقالات التالية:
أريد أن أتزوج ذات دين ولكن .. هل هي جميلة !!
كيف تتحول الخلافات الزوجية من معاناة إلى طاقة دافعة لحسن تربية الأولاد
السعادة الأسرية والمعادلة الصعبة في الحب … أهو بالعقل أم بالقلب