النموذج الصيني ..أساس النظام العالمي الجديد
حيث لا خصوصية ومراقبة مستمرة لكل البشر طوال الوقت ولا مكان للدين
التكنولوجيا ونظام المفاضلة الاجتماعية
” النموذج الصيني أساس النظام العالمي الجديد” هو اسم فيلم وثائقي جمعناه من عدد من المقاطع التي ترجمناها ليبين الوجهة التي يقودنا إليها النظام العالمي الحالي ، حيث نظام “المفاضلة الاجتماعية” -Social Credit- وهو نظام تقييم سلوكيات كل أفراد الأمة من وجهة نظر الدولة (أو بالأصح من وجهة نظر المسيطرين على الدولة) ، ويتم عبر متابعة كل فرد ومراقبة كل تصرفاته وتحركاته وأفعاله بل وأقواله على مدار الساعة طوال اليوم وعلى مدار السنة بلا انقطاع وتدوين ذلك الكترونياً في سجلات الدولة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. هذه المراقبة تتم عبر الهاتف الخلوي الشخصي و تقنيات التعرف على الوجوه المتطورة عبر مليارات الكاميرات المنتشرة في كل مكان (بالمدن أساساً ومراكز القرى) حيث يطلب من كل شخص إظهار وجهه أمام كاميرات تسجيل الخروج والدخول إلى منازلهم . نعم هناك كاميرات مثبتة من قبل الدولة في مداخل المنازل أو العمارات يجب عليك أن تظهر وجهك لها لتسجيل الخروج من المنزل والدخول إليه (وفي وقت كوفيد كان يجب عليهم أن يرفعوا القناع أمام الكاميرا لتسجيل عملية الدخول والخروج).. هذا في المنزل الخاص بك ولا نتكلم هنا عن المؤسسات والمصالح بل ومحلات البقالة وأثناء عملية البيع والشراء.. كل معاملة صغيرة كانت أو كبيرة تسجل بالصوت والصورة باستخدام هاتفك وكاميرات المراقبة ذات القدرة على تمييز الوجوه ويسجل سلوكك الكترونياً ويتم تقييمه عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ومن المهم أيضاً معرفة أن المعاملات المالية صغيرها وكبيرها تتم عبر هاتفك (بل في بعض الأحيان عبر التعرف على الوجه فقط بدون الحاجة للهاتف) فليس هناك نقد للتداول ولا حتى بطاقات ائتمانية.. كل حسابك على تطبيق عظيم واحد يستخدم في المعاملات المالية والتحادث مع الأصدقاء والأهل والمعارف وكل ما تحتاجه في تطبيق سوبر يسمى WeChat.
الحقوق الإنسانية رهن طاعة الدولة
في النهاية تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتقييم أفعالك وسلوكياتك كلها وتعطيك درجة على سلم التقييم الاجتماعي الذي يتم اختزاله في ثلاث مناطق يعبر عنها بالألوان: الأخضر والأصفر والأحمر التي يتلون بها هذا التطبيق السوبر على هاتفك. يتمتع المواطنون بكافة الحقوق والمزايا إذا كان لون تطبيقهم أخضر وتقل هذه الحقوق بدرجة كبيرة إذا تغير اللون إلى الأصفر فلا يمكنهم السفر بالطائرة مثلاً أو السفر لمسافات بعيدة عن محل إقامتهم، أما أصحاب التطبيق ذي اللون الأحمر فتكاد تكون حقوقهم معدومة ولا يمكنهم السفر في المواصلات العامة ولا حتى قيادة سياراتهم الخاصة ولا التحرك خارج دائرة ذات قطر معين بعيداً عن منازلهم ، وكذلك تنخفض قدراتهم على الشراء والتسوق وغيرها ، وبالكاد يمكنهم الحفاظ على أنفسهم أحياء.
دور شركات التكنولوجيا الأمريكية
ما شرحناه هنا هو حقائق ، وهو النموذج الصيني الذي قامت شركات التكنولوجيا الرقمية الأمريكية مثل جوجل ومايكروسوفت بمساعدة الصين على انشائه وتطبيقه وتعميمه ليكون نموذج الحياة في عصر النظام العالمي الجديد ما بعد كورونا.
تعميم النظام تحت ذريعة الوباء
ويتم تعميم هذا النظام عالمياً الآن في كل دول العالم الخاضعة لحكم الأمم المتحدة ومنظماتها (الغير منتخبة) لنصل إلى هذا النموذج الصيني بخطوات سريعة تحت ذريعة محاربة الفيروس القاتل. تتم عملية التحول هذه عبر تطبيقات صحية (كمرحلة أولى قبل التطبيقات الاجتماعية الشاملة) يجب تحميلها على هاتفك الخلوي حتى تتمكن من السفر والدخول إلى المولات بل وركوب المواصلات العامة مثل الحافلات (كما في تركيا الآن) ، وتعاقب بعض الدول الإسلامية الأشخاص الذين يضبطون بدون هذا التطبيق على هاتفهم بعقوبات قاسية جداً بل إن بعضها قد فرض عقوبة أقسى من عقوبة القتل الخطأ فتصل الغرامة الموقعة إلى مقدار دية القتل الخطأ بل وتزيد في هذه الحالة عن عقوبة القتل الخطأ بالسجن أيضاً كما هو الحال في قطر.وبهذا فإننا سنخرج من وباء كورونا وقد قطعنا خطوات طويلة واقتربنا من النموذج الصيني وتبقى بعض التغييرات البسيطة لاستكمال هذا النموذج.
تسويق النظام الصيني في العالم العربي
وتقوم بلدان العالم العربي بتسويق هذه التغييرات بين الجمهور العربي بحجة التسهيل الكبير الذي توفره تلك التقنيات الحديثة في المعاملات اليومية والبيع والشراء وغيرها ، وقد شاهدت مقطعاً لأحمد الشقيري يروج لهذا التغير. ولا شك أن هذا هو الوجه المشرق لهذه التقنيات وأن التسهيلات الحياتية المرتبطة به كثيرة ، لكن هناك الوجه الآخر والأخطر في هذه التقنيات وهذا النظام وهو أنه سيتم رصد كل عملية بيع وشراء وكل دخول وخروج من المنزل وكل حركات وسكنات كل فرد وتتم أرشفتها في السجلات بواسطة الذكاء الاصطناعي وهو عين النظام الصيني الذي يتيح سيطرة مطلقة لمن في السلطة على كافة المواطنين. فإذا كان هؤلاء غير مؤتمنين على الناس ويسيؤون استخدام ما توفر لهم من سلطات في الوضع العادي فكيف يكون الحال مع هذه التقنيات التي ترصد كل صغيرة وكبيرة.
والأمر لا يختلف كثيراً في بلدان العالم الغربي فهم يسيرون على نفس الطريق لكن المقاومة الشعبية هناك أكبر لأن الشعوب الغربية تعودت على مناخ أكثر انفتاحاً فيما يخص الحريات الشخصية ، وهذا هو السبب الذي نرى فيه هذه المظاهرات المتواصلة في تلك البلاد.
عملية إعادة الضبط العظيمة
هذا هو التغيير العالمي الكبير الذي يبشر به المنتدى الاقتصادي العالمي ويسميه The Great Reset أي عملية إعادة الضبط العظيمة وقد نظم لها مؤتمراً (افتراضيا) تحدث فيه كبار القوم المتنفذين مثل الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة صندوق النقد الدولي والأمير تشارلز وغيرهم ، بل أصدر المنتدى فيلماً تسويقياً لعملية إعادة الضبط العظيمة والتي يتم تنفيذها على قدم وساق في كل أنحاء العالم وطبعاً عالمنا الإسلامي في المقدمة.