في الوقت الذي يقيم فيه المسالمون مأتمهم على مقتل “سلميتنا أقوى من الرصاص” وتسقط ديمقراطيتهم في تونس ، تُثبت طالبان أن الجهاد والقوة مع طول النفس هو الحل لرفع الذل ، تصديقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني
الجهاد والعودة إلى الدين
فتغيير الدين والتبايع بالعينة – وهي حيلة للإقراض بالربا – والركون إلى الزرع والحرص على الترف والدعة والقعود وعدم الجهاد كل ذلك أدى بالأمة إلى الذل الذي تعيشه ولم ينج منها قطر ولا بلد إلا ذلك البلد الفقير الذي قاوم فيه الطلاب الشرعيون المحتل الغاصب وأعوانه لعقدين كاملين قبلوا فيهما بحياة الخشونة و العيش في قمم الجبال ومنها واصلوا الجهاد على أكبر دول العالم فهزموها في النهاية رغم التفاوت الضخم في الإمكانات والقدرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، لكنها سنة الله ، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد 7) ولا يكون النصر إلا من عند الله ” وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال 10)
مسامير أفغانستان ونعوش الإمبراطوريات
ونظن أن المسمار الأهم في نعش الإمبراطورية الأمريكية قد وضع في أفغانستان كما وضع المسمار الأهم في نعش الإمبراطورية السوفيتية في نفس البلد قبل أربعة عقود. ولربما ساعد ذلك المسمار تلك النخب التي تريد أن ينحسر النموذج الأمريكي ليحل محله نموذج أخبث وأشد قسوة وهو النموذج الصيني الجاري تعميمه في العالم الآن.
الدرس واضح
لكن يبقى الدرس واضحاً لنا نحن المسلمين ، لا سبيل لرفع الذل إلا بالعودة إلى ديننا وجهادنا ، وليس إلى ديمقراطية الغرب الوهمية ولا السلمية التي ثبت أنها لا تغني عن الرصاص. إن هذا لدرس عظيم لكل المسلمين ، خاصة لمن يتصدون للدعوة والعمل العام ، ويحتاج منا التوقف والتفكر وتصحيح الموقف من أجل انطلاقة موفقة لتحقيق وعد الآخرة.