يصفه الكثيرون بأنه أهم فيلم شاهدوه في حياتهم وأنه الذي فتح أعينهم لفهم العالم الذي يعيشون فيه.
الاستعمار المالي للعالم .. لعل أول ما يتبادر إلى الأذهان حين تسمع كلمة الاستعمار … المعنى العسكري للاستعمار وما تقوم به الجيوش من غزو عسكري للدول المستعمرة
ولكن في هذا الفيلم الوثائقي يتم تسليط الضوء على نوع جديد من الاستعمار ، إنه الاستعمار المالي للعالم
حيث يتم التحكم في الدول ومقدراتها ومواردها عبر المال وتحديدا عبر الدولار المسيطر الأول على اقتصاديات العالم
الفيلم يوثق كيف تمت صياغة وتنفيذ نظام عالمي مالي موحد يُمكِّن قلة من السيطرة على موارد العالم المالية والتحكم في اقتصاديات الدول واستعباد الأفراد عبر هذا النظام المحكم الذي تم بناؤه عبر خطوات محددة واتفاقات دولية جاءت عقب حروب وأزمات ، حتى وصلنا إلى الوضع الراهن.. وعبر هذه الخطوات نسج المستعمر خيوط لعبته الخبيثه:
- استولى على معظم ذهب العالم منذ القرن الثامن عشر.
- اعتمد الذهب غطاءاً عالمياً للنقود عام 1867م.
- إحل الدولار غطاءاً ماليا عالمياً محل الذهب عام م1944.
- فك ارتباط الذهب بالدولار وبهذا أصبح الدولار عملة العالم الرسمية في 1971.
- اتفق على بيع النفط حصرياً بالدولار لضمان الطلب العالمي عليه في 1974.
و بذلك أصبح من يملك حق طباعة الدولار يملك أيضاً السيطرة على اقتصاديات الدول.
و قد خلص الفيلم إلى معالم هذا النظام الاستعماري الاستعبادي وبيانها كما يلي :
- سيطر المرابون الدوليون على أغلب البنوك المركزية للدول
- احتكروا إصدار الدولار عبر البنك الاتحادي الفيدرالي ، وهو عملة غير مدعومة بالذهب أو أي نوع من الأصول
بل هو أوراق نقدية تسمى fiat money وتكتسب قيمتها المالية بقوة القانون فقط
- فرضوا الدولار كغطاء عالمي لإصدار النقود وبذلك سيطروا على عملية اصدار النقود داخل الدول
- أجبرت الحكومات على الاستدانة من بنوكها المركزية عبر وضع سندات حكومية بقيمة الدين في البنك
وبهذا تصبح الدول مديونة لبنوكها المركزية وهذا يسمي الدين الداخلي
- تجاهد الشعوب لتسديد ديون حكوماتها عبر الضرائب الباهظة والتي تصل إلى نصف الدخل أحيانا
- تسببوا في التضخم بطباعة كميات متزايدة من النقود أكبر من معدل النمو الاقتصادي
مما يسبب الانخفاض المستمر في قيمة العملة وارتفاع الأسعار
ومن المعالم أيضا :
- الإقراض الفاحش للدول والشركات والأفراد وخلق الظروف التي تضطرهم للاقتراض
(مثل الحروب بالنسبة للدول ، والنمو والتوسع بالنسبة للشركات والترويج لثقافة الاستهلاك بالنسبة للأفراد
- تيسير وسائل الاقتراض الربوي مثل بطاقات الائتمان والرهن العقاري
- الربا الفاحش المفروض على هذه القروض والذي يجعل من الصعب جدا تسديد هذه الديون
- كل ورقة دولار تصدر من البنك يكون عليها ربا ، بحيث أنه لو فرضنا في أي وقت أن الناس والشركات والدول أرادت تسديد كل ديونها
فلن تكون هناك أوراق نقدية كافية لسداد الدين والفائدة المترتبة عليه ..
وهذه الخدعة تسمي الدين الأبدي .. أي أنه لا يمكن تسديد الدين أبدا باستعمال الأوراق النقدية ولا بد من تسديده بالممتلكات والثروات الحقيقية
- أنشأوا نظام الاحتياطي الكسري (Fraction reserve) والذي يسمح للبنوك بإقراض عشرة أضعاف ما عندها من أصول
- خلقوا الأزمات الاقتصادية مثل أزمة 2008 التي جعلت البنوك الصغيرة والشركات تنهار والأفراد تفلس
ويتدخل وقتها هؤلاء الأغنياء للسيطرة على ممتلكات هذه الشركات والأفراد وضمها لثروتهم
((فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ، وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما))
(النساء : 160-161)