قمة المناخ COP27
بدأت يوم الأحد الماضي 6 نوفمبر اليوم في شرم الشيخ بمصر فعاليات قمة المناخ المعروفة باسم COP27 والتي تمتد في الفترة ما بين 6 إلى 18 نوفمبر الحالي. من المتوقع في هذه القمة أن تتخذ قرارات دولية حاسمة وإجراءات طاغوتية جديدة ضمن خطة عالمية بهدف معلن هو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النشاط البشري لمنع الاحتباس الحراري الذي يرون أن غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن النشاط البشري هو أكبر مسبب له. وبالتالي فإن هدفهم السيطرة على الأنشطة البشرية التي ينتج عنها انبعاثات لثاني أكسيد الكربون وخاصة تلك التي تدور حول حرق الوقود الأحفوري من فحم وغاز وبترول بل وتقليل زراعة الأراضي وخفض أعداد قطعان الماشية الذي بدأ بالفعل في أوروبا مثل هولندا و أيرلندا وكذلك في أستراليا وغير ذلك من الإجراءات الجنونية التي خلفها نخبة تعتنق عقيدة اليوجنيا التي ترتبط بتخفيض أعداد سكان الكرة الأرضية.
الصفر المطلق
هناك خطة عالمية بالأرقام والتواريخ بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النشاط البشري بنسبة 45% بحلول عام 2030 ثم الوصول إلى صفر من الانبعاثات بحلول عام 2050 وهي الخطة المعروفة باسم “الصفر المطلق Absolut Zero”. الخطة تركز على خفض الأنشطة البشرية التي ينتج عنها انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون وخاصة تلك التي تدور حول حرق الوقود الأحفوري من فحم وغاز وبترول ، وكذلك غاز الميثان المنبعث من الحيوانات العاشبة مثل البقر والغنم عبر التجشؤ (تصوروا !!!) لأن هذا يساعد في احترار الكوكب.
إجراءات التحول من الوقود الأحفوري
الإجراءات تلزم الدول بالتحول من الوقود الأحفوري إلى أنواع نظيفة ومتجددة من الطاقة مثل الطاقة الناتجة عن الرياح والشمس . الإجراءات التي ذكروها تتمثل في التحول من السيارات ذات محركات الديزل والبنزين إلى السيارات الكهربائية وما يتطلبه ذلك من منع إنتاج وترخيص هذا النوع من السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي بحلول عام 2030 في معظم الدول وستستمر بعض الدول إلى عام 2040 كحد أقصى.
اللحوم المصنعة والحشرات كبديل
وإذا بدأنا بالغذاء ، وبحجة السيطرة على غاز الميثان الذي يخرج عبر إخراج الريح من بطن الحيوانات العاشبة التي نتغذى على لحومها مثل البقر والغنم ، فإنهم يريدون خفض استهلاك اللحوم إلى أبعد حد واستبدالها باللحوم الصناعية المصنعة من مواد نباتية مع إكسابها طعم ورائحة وشكل اللحوم . أو إنتاج اللحوم بالتكاثر الخلوي عبر تحفيز خلايا مقتطعة من حيوانات مثل الدجاج وتحفيزها للتكاثر عبر الانقسام الخلوي مما يؤدي إلى انتاج لحم (لم يذكي) شبيه بلحم الدجاج. وهناك مصنع يتم انشاؤه الآن في قطر على هذا الأساس. بل يريدون دفع الناس إلى تناول الحشرات كمصدر للبروتين بديل عن اللحوم (الحلال) ، وبالفعل وتحت جنح ظلام وباء كورونا تمت إجازة هذه الأطعمة البروتينية من الحشرات وأصبحت موجودة بالفعل على أرفف المحلات في أوروبا وأمريكا وبلاد أخرى.
نظام السقف الأعلى والتجارة Cap and Trade
وفيما يخص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، ما يريدون فعله هو تعميم نموذج بدأ تطبيقه في الاتحاد الأوروبي منذ أعوام وهو ما يسمى Cap and Trade (أي سقف أعلى وتجارة) . وبالاختصار هو تخصيص سقف أعلى من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل الأنشطة الصناعية والتجارية التي تنتج ذلك الغاز(ومن هنا جاء لفظ Cap أي السقف الأعلى). وعملياً بمعنى أن تكون هناك حصة سنوية من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لكل نشاط صناعي أو تجاري (مصنع أو سيارات أو طائرات أو خلافه) وعلى النشاط ألا يتجاوز حصته المخصصة له وإلا تعرض لغرامات كبيرة. ويمكن لهذه الأنشطة أن تبيع ما تبقى من حصتها إذا لم تستخدم كل ما هو مخصص لها ويمكن للشركات الأخرى التي تحتاج أكثر من حصتها أن تشتري هذا الفائض من هذه الشركات (ومن هنا يأتي لفظ تجارة في اسم النظام Cap and Trade). تتم عملية البيع والشراء لحصص ثاني أكسيد الكربون في بنوك مركزية أنشئت لهذا الغرض وبالتالي نشأت تجارة من العدم تدر دخلاً ضخماً لنفس العائلات المسيطرة على البنوك العالمية.
وسيلة جديدة لسرقة البشر
الهدف المعلن من هذا النظام هو دفع أصحاب الأنشطة الصناعية والتجارية إلى التحول إلى الأنواع النظيفة المتجددة من الطاقة والتقليل المستمر في الانبعاثات عبر تقليل الحصص سنوياً. ونظراً لصعوبة عمل هذا التغيير الضخم فإن معظم الشركات ستضطر إلى دفع الغرامات المقررة سنوياً وتمرير تلك الزيادة إلى المستهلك عبر زيادة أسعار منتجاتها بشكل متواصل. وهذه هي طريقة جديدة لسرقة البشر عبر زيادة الأسعار عليهم. وتصل هذه الزيادات في النهاية إلى جيوب أولئك الذين يستفيدون من هذا النظام مثل أصحاب البنوك التي تتاجر في تلك الحصص أو تصلها عبر الضرائب التي تحصلها من الحكومات كفوائد على قروضها لها ( أنظر فيلم سرقة البشرية).
مراقبة استهلاك الأفراد للطاقة
يريدون تعميم هذا النموذج في المستقبل على الأفراد وعلى كل أنواع الطاقة (سواء وقود أحفوري أو طاقة متجددة) بحيث يكون لكل شخص قدر مخصص من الطاقة التي يجب ألا يتجاوزها في أنشطته وتحركاته وسفراته بل وأكله وشرابه. وهذا يحتاج إلى مراقبة مستمرة على مدار الساعة لكل عملية شراء وبيع وتحرك لكل فرد حتى يمكن حساب كمية الطاقة التي يستهلكها الفرد وبالتالي معرفة هل تعدى الحد المسموح به أم لا. ولكي يتمكنوا من عمل ذلك يجب أن يتم إلغاء النقد والتحول إلى العملة الرقمية بحيث يتم تسجيل كل عمليات البيع والشراء إلكترونياً. وكذلك يجب أن تتم عملية إحصاء كاملة لكل حبة طماطم وخيار وبيض وخضروات وفواكه وغيرها مما يباع ويشترى من السلع عبر إعطاء كل منها رمزاً رقمياً QR Code ، وكذلك منع المزارعين من بيع محاصيلهم مباشرة للتجار بل لابد من وساطة الدولة لحصر الإنتاج حصراً شاملاً ومتابعته عبر تلك الأكواد الرقمية QR Code (تم طرح هذا في البرلمان التركي مؤخراً لتقنينه).
من السيطرة على البترول إلى السيطرة على الشمس والهواء
من المعلوم أن أسرة روكفيلر رائدة صناعة النفط العالمية قد بدأت بسحب استثماراتها من النفط وتتحول إلى السيطرة على قطاع الطاقة المتجددة بدلاً من البترول ، وكذلك تفعل كل الأسر والشركات البترولية بالتحول إلى أنواع الطاقة الجديدة حتى إن شركة برتش بتروليم بالاختصارBP British Petroleum قد أبقت الاختصار لكن غيرت معناه إلى Beyond Petroleum أي شركة ما بعد البترول.
الهدف هو السيطرة على النشاط البشري عبر مصادرة مصادر الطاقة كلها وليس التحول إلى الطاقة النظيفة المتجددة ، فهم في الحقيقية يمنعون استقلال الناس عن شبكات الكهرباء الوطنية ويمنعونهم من تركيب الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء بشكل منفصل عن الشبكة الوطنية ، ولكنهم يطلبون منك البقاء على الشبكة حتى وإن كان لك ألواحك الشمسية الخاصة بك ، وفي النهاية سيجرمون الانفصال عن الشبكات الوطنية لتبقى سيطرتهم على مصادر الطاقة وتوزيعها.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يفعلون كل ذلك؟
وللإجابة على هذا السؤال ولمزيد من الضوء على الموضوع ، طالع :
1- “الصفر المطلق”.. خريطة طريق البشرية كما تخطط النخب الحاكمة
2- الوباء ثم التغير المناخي.. أدوات النخبة للوصول إلى النظام العالمي الجديد
3- فيلم “النظام العالمي الجديد.. ذروة الإفساد الثاني” | النسخة الكاملة
4- لماذا استولى أباطرة النفط على العالم .. (2) التغير المناخي