قمة المناخ الحالية
بمناسبة انتهاء قمة المناخ (COP27) في شرم الشيخ المصرية التي انتهت يوم 19 نوفمبر 2022 ، وما صاحبها من قرارات لوضع أسس جديدة للحياة على كوكب الأرض ، نعيد نشر هذا الوثائقي المهم من انتاج Corbett Report (تقرير كوربيت). الوثائقي يتحدث عن بعض الخلفيات الفكرية للنخب العالمية (خاصة أباطرة النفط) وخططهم المستقبلية للسيطرة المطلقة.
المحاور الثلاثة
الوثائقي يغطي ثلاثة محاور عن الخلفيات الفكرية للنخبة وعن وسيلتهم للسيطرة المطلقة. هذه المحاور هي:
1- اليوجينا أو كما يترجمونه إلى العربية “علم تحسين النسل” ، وهو في الحقيقة ليس علماً ولا يهتم بتحسين النسل لكن ما يهتم به هو سيادة أسر على البشرية وتقليص تعداد السكان والتخلص من سلالات وأسر بشرية باعتبار أن البشر هم وباء مدمر للأرض ولهذا خلفيات تاريخية طويلة وهذا ما تناوله الجزء الأول من السلسلة.
2- التغير المناخي أو احترار الأرض وهو أكذوبة أيضاً هدفها فرض سيطرة تلك النخب على الكوكب كله وعلى المشاعات العالمية وفرض رقابة على النشاط البشري بدعوى الحفاظ على البيئة والمناخ ، وهذا موضوع الجزء الثاني من السلسلة
3- التكنوقراطية وهي وسيلة النخبة لتنفيذ هذه الرقابة الصارمة على البشر باستخدام التكنولوجيا وخبرائها من التكنوقراط ، وهي حكم هؤلاء القلة للبشرية كلها دون انتخابات ولا ديمقراطية ولا غيرها. وهذا موضوع الجزء الثالث من السلسلة.
كيف استولى أباطرة النفط على العالم
الوثائقي الذي بين أيدينا هو رديف وثائقي سابق بعنوان “كيف استولى أباطرة النفط على العالم” (صدر عام 2015) الذي شرح تاريخ ووسائل صعود أباطرة النفط على قمة العالم عبر اختراقهم وسيطرتهم على مجالات الحياة المختلفة. فبدؤوا باحتكار النفط والسيطرة على مصادره وصناعته ونقله وتجارته . وبالسيطرة على البترول والغاز تمت السيطرة على مصادر الطاقة ثم انتقلوا إلى صناعة الدواء المبني على المنتجات البترولية ودعموا الطب الذي يخدم صناعة الدواء حتى صار هو الطب المعتمد . تلى ذلك السيطرة على التعليم وإعادة صياغة طرقه ومناهجه ، ثم السيطرة المصرفية ودعم النظام المصرفي العالمي ليكون مرتبطاً بصناعة النفط عبر فرض بيع النفط بالدولار أو ما يسمى البترودولار ، وما يعنيه ذلك من النفوذ السياسي المحلي والدولي ، ثم اختراق مجال الزراعة وتحويرها لتعتمد على منتجات البترول في التسميد والمبيدات ثم انتاج المحاصيل المعدلة جينياً واحتكار إنتاج البذور ، وهكذا في كل مناحي الحياة. وبهذا صعدوا إلى السيطرة على العالم نفسه.
لماذا استولى أباطرة النفط على العالم
وفي هذا الوثائقي الذي نحن بصدده (صدر عام 2017) يشرح المؤلف محاولة أباطرة النفط هؤلاء للتحكم في البشر أنفسهم وتغيير العالم حسب رؤيتهم ليصبح عالماً جديداً بمواصفات مختلفة. وفي هذا السياق يتحدث عن ثلاثة محركات لعمل هذا التغيير أولها هو اليوجنيا أو ما يسمى “تحسين السلالة البشرية” وثانيهما المحافظة على البيئة ومحاربة التغير المناخي أما ثالث المحركات هو التحول لنوع من الحكم يعرف بالتكنوقراطية وهي سيطرة التكنوقراط أي التقنيين أو العلماء المتخصصين في التكنولوجيا لضبط كل مناحي الحياة والسيطرة عليها بالوسائل التكنولوجية.
الأجندة هي التكنوقراطية
إذا كان الأساس هو اليوجنيا بمعنى تقليل السكان بالقضاء على السلالات الدونية (كما يعتقدون) فإن الستار الذي سيقومون بذلك من خلفه هو التغير المناخي ، أما وسيلة أو أداة التغيير فستكون هذا النوع من الحكم التكنوقراطي ، وهذا ما يتناوله هذا الجزء من الوثائقي. التكنوقراطية هي نوع من حكم القلة (المعاكس للديمقراطية وهي حكم الأغلبية). ويتسلم الحكم في النظام التكنوقراطي خبراء التكنولوجيا وعلمائها عبر خطة حكم مبنية على تقسيم العالم إلى قطاعات كل منها يسمى تكنات Technate على وزن استات State أي دولة. ويتم تسيير تلك القطاعات التي عادة ما تشمل القارة كلها ، ويتم حصر كل شيء فيها و معرفة كل الإنتاج والاستهلاك في وقت حدوثه وتدوينه ومعرفة كل معاملة وقت حدوثها. ويتم تخصيص وحدات الطاقة على الجميع بحيث ألا يزيد استهلاك الفرد عن الحد المقرر له ، وبالتالي فهم يحتاجون إلى معرفة كل دقائق حياة الناس عبر مراقبة حثيثة.