هل للّقاح علاقة بالموجة الجديدة
مع الموجة الحالية من انتشار الفيروس وظهور سلالات جديدة مزعومة مثل السلالة الهندية ، وقبلها السلالة البريطانية والجنوب أفريقية وغيرها من السلالات فلابد من وقفة للتفكر وللمراجعة.
سجلت البلاد التي نشطت بها حملات التطعيم بقوة مثل الكيان الصهيوني (إسرائيل) والمملكة المتحدة ومؤخراً الإمارات المتحدة والهند نسب عالية من الإصابات بل ونسب وفيات أكبر مما كان الوضع عليه قبل نشر اللقاح. ويبدو أن هذا هو ما توقعه أخصائي اللقاحات البروفيسور جيرت فاندن بوش عالم المناعة واللقاحات البلجيكي في خطابه المفتوح لمنظمة الصحة العالمية ولكل المسؤولين الطبيين في كل أنحاء العالم بوقف عملية التلقيح فوراً ، وهو عالم غير متهم لأنه كان يعمل في داخل مؤسسة بل وميلندا جيتس نفسها كأكبر مسؤول علمي عن اللقاحات وتولى إدارة أقسام اللقاحات في أكبر شركات الأدوية العالمية.
الإجراءات فاشلة
لكن قبل هذه التطورات الأخيرة التي استدعت تدخل جديد من حكومات البلدان المعنية ومنها تركيا التي تزايدت فيها النتائج الإيجابية لاختبار بي سي أر (والذين يعتبرونهم مصابين حتى ولو بدون عوارض مرضية). أقول أن تلك الدول بدأت باتخاذ نفس النوع من الإجراءات التي طبقتها المرة تلو الأخرى ولم تنجح في السابق إلا في تأثيرات السلبية على المجتمع واقتصاده وصحته العقلية والنفسية وانتشار الوفيات من أمراض أخرى كالسرطان والقلب وغيرها. وقد تحملت طبقات المجتمع الكادحة والفقيرة والأطفال وصغار السن عبئ هذه الإجراءات التي لا تمت للعلم بصلة كما أثبت التجربة وكما أخبرنا عدد متزايد من العلماء المتخصصين الذين حاولوا توصيل أصواتهم للمسؤولين والعامة على السواء ، ولكن وسائل الإعلام الرسمية تمنع مثل هذه الأصوات وتزيلها أيضاً وسائط التواصل الاجتماعي مهما كان المستوى العلمي لقائليها. من هذه الأصوات القوية هو ما يعرف ببيان جريت بارينجتون وهو إعلان صادر من ثلاثة من أكبر العلماء في تخصصات الصحة العامة والأمراض المعدية والفيروسات يعملون ويدرسون في كليات الطب في الجامعات الأشهر عالمياً وهي هارفارد واستانفورد في أمريكا وأوكسفورد في بريطانيا . وقد صدر في 5 أكتوبر من العام الماضي 2020 ووقع عليه معهم في وقتها أكثر من أربعين طبيباً وعالماً من المتخصصين من مختلف أنحاء العالم ثم لحق بهم المئات بعد ذلك.
بيان جريت بارينجتون
البيان الذي تمت ترجمته إلى لغات العالم المختلفة ينتقد بشدة الإجراءات الحكومية الدولية مثل الإغلاقات والحجر والحبس المنزلي ووقف النشاط البشري وغيرها ، وقرروا أن تلك الإجراءات تضر أضعاف ما تفيد وأنه لا أساس علمي لها. ودعوا إلى تطبيق سياسة تسمى الحماية المركزة Focus Protection بهدف التركيز على حماية الفئات الأكثر عرضة للموت جراء الإصابة بكوفيد-19 ، مع إبقاء المجتمع وبقية الفئات في حركتها وحياتها الطبيعية . ودعوا إلى فتح المطاعم والمقاهي ومواصلة الأنشطة الرياضية والفنية. كما دعوا إلى الذهاب للأعمال ومواصلة الدراسة وجهاً لوجه وكل الأنشطة المجتمعية الأخرى. ويمكنكم الاطلاع على النسخة العربية للبيان من على موقعهم المستقل وكذلك الفيديو المصاحب الذي سجل نقاشات العلماء الثلاثة السابقة على صياغة البيان.
الهدف الحقيقي للإجراءات
لكن هذه الأصوات العلمية القوية وغيرها مما يخالف السياسة الرسمية الدولية الموحدة يتم إخمادها وتجاهلها والعمل على عدم وصولها إلى العامة وعدم أخذ المسؤولين بها. بل يتم الإصرار على تطبيق نفس الإجراءات التي أثبتت بالتجربة فشلها المرة بعد الأخرى مما يدعو لعلامات استفهام كبيرة حول المقصد الحقيقي لهذه السياسات وهل الهدف منها هو فرض ذلك التحول العالمي الكبير الذي يتحدث عنه رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وكل قادة العالم تقريباً لإنشاء نظام عالمي رقمي جديد بحلول عام 2030 يكون الفرد مسؤولاً مباشراً أمام النظام العالمي[7] ، وبالتالي تبلور سلطة مركزية عالمية موحدة تلعب الحكومات المحلية دور المنفذ لإرادتها ، تماماً كما نراها الآن تنفذ إرادة منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة من خلفها؟