المتابع للتطورات بشأن التعامل الدولي مع وباء كورونا والإجراءات المتخذة يلاحظ أن الأمور لا تسير بالمنطقية ولا بالعقل.فبينما تركز وسائل الإعلام على الأنباء التي تثير الهلع أكبر تركيز ، تتخذ الدول إجراءات مبالغ فيها تشمل الحبس المنزلي للملايين والإغلاق الكامل ووقف النشاط البشري وفرض القناع ، وهذا كله يظهر أن هناك أمر ما يدبر من خلال نشر الخوف والذعر الشديدين بين الناس.
وفي هذه المقالة سنحاول رصد وتحليل المشهد للوصول لرؤية لما وراء هذا الوباء. ويمكننا تسجيل الملاحظات التالية:
1. انتشار الهلع والخوف والفزع بين الناس وتمكن حالة الخوف هذه من تغيير سلوكيات البشر في وقت قصير.
2. يتوافق هذا الأسلوب مع دراسات تعرف ب “عقيدة الصدمة
The Shock Doctrine”
للسيطرة على المجتمعات والأفراد وتغيير سلوكها وتوجيهه عبر نشر الخوف والفزع والإرباك الذي ينتج عنه اختلال كبير في منطقية تفكير الأفراد بل والمجتمعات ، وقد استخدمت هذه العقيدة في تمرير مشاريع على مجتمعات ودول .. انظر كتاب عقيدة الصدمة لنعومي كلاين.
3. من الملاحظ الآن أن الناس قد قبلت التخلي عن جزء كبير من حريتها مقابل الشعور بالأمان ، وهي نفس الاستراتيجية التي كانت تستخدم التخويف بالإرهاب الإسلامي والآن التخويف بالعدوي القاتلة للقبول بتقييد الحريات.
4. أصدرت كثير من الدول قوانين فورية تعطي مزيد من القوة والسلطة للحكومة على أفراد الشعب كما حدث في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول (ولكن وعي بعض الشعوب أوقف تمرير مثل هذه القوانين كما في الدانمارك).
5. الفيروس يقتل بطريقة انتقائية الإفراد كبار السن وأصحاب الأمراض دون صغار السن والأصحاء (هل هذا عشوائي!!).
6. استمرار الإجراءات الحكومية القاسية سيؤدي حتماً إلى كارثة إقتصادية عالمية بدت بوادرها ، وربما مجاعة يكون الموت بسببها أكبر بكثير من الموت بسبب الفيروس نفسه.
7. تؤثر تلك الإجراءات القاسية على الطبقات الأكثر فقراً والتي تحتاج للحركة والعمل يومياً لتوفر قوت يومها ، وهذه الطبقات هي الضحية الأولى لتلك الإجراءات
8. ستخسر كثير من الشركات وتعلن إفلاسها ، وتقوم البنوك المقرضة والطبقة الغنية بوضع يدها على أصول هذه الشركات وبالتالي تزداد سيطرة أصحاب البنوك والأغنياء كما فعلوا سابقاً مرات عديدة وكما شرحنا في فيلمنا “سرقة البشرية”
9. الأثر الإجتماعي مثل التفكك المجتمعي والانشغال بالنفس وقطع الأواصر وكذلك الأثر النفسي خاصة على الأطفال وطبيعة نشأتهم في مجتمع مقطع الأواصر فضلا عن إزدياد الاكتئاب والأمراض النفسية بل والانتحار لا يقل عن الأثر الإقتصادي وربما يزيد وليس هناك أي إحصاءات تخص هذا الشأن.
هذه بعض الملاحظات المسجلة فعلياً والتي يراها الجميع ، وهي واضحة لمن تحرر من الشعور بالرعب الذي يحاولون إدخاله على البشرية.
الواضح الآن أن تلك النخب ترتب أمراً ، وأن الفيروس والإجراءات المصاحبة له هي مجرد وسائل لتمرير مخطط أكبر وأكثر وحشية تحدثنا عنها في أكثر من موضع عن النظام العالمي الجديد وسنذكر معالمه في مقال منفصل إن شاء الله .. لذا وجب علينا الحذر والتصدي لتلك المخططات بكافة السبل مع اللجوء إلى الله والاستعانة به والتمسك بهداه.