تأتي الأخبار المتسارعة عن التطورات العسكرية وقصف تل أبيب بالصواريخ من غزة وفشل محاولات إخلاء المسجد الأقصى من المصلين وفشل مسيرة يهودية لاقتحامه في ذكرى ما يسميه اليهود “توحيد القدس. بالإضافة إلى انتفاضة الشعب الفلسطيني في داخل حدود 48 ، وما يحدث في بلدات الخط الأخضر خاصة مدينة اللد التي أعلنت فيها حالة الطوارئ وإرسال الجيش إليها بعد فشل قوات حرس الحدود والأنباء عن هجرة إسرائيلية منها وتصريح المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية بإفلاس إسرائيل ، كل هذا يعطي الإحساس بأن إسرائيل تهتز بشدة من الداخل لأول مرة في تاريخها.
زوال إسرائيل حتمية قرآنية
وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال رغم الفارق في الخسائر والتسليح ، فإن الظواهر تشير إلى تحقق نبوءات زوال اسرائيل في 2022 أو 2027 حسب استشفافات الشيخين بسام جرار وأحمد ياسين من القرآن.
ونحن نوقن أن إسرائيل إلى زوال فهذه حتمية قرآنية تعلمناها في شبابنا من كتب مثل كتاب “زوال إسرائيل حتمية قرآنية” للشيخ أسعد بيوض التميمي خطيب ومدرس المسجد الأقصى والمؤسس الحقيقي لحركة الجهاد الإسلامي. والكتاب يترجم آيات صدر سورة الإسراء التي تتحدث عن علو بني إسرائيل وإفسادهم الثاني الذي يتلوه وعد الآخرة وهو زوال إسرائيل ودخول الأمة التي أزلت إفسادهم في المرة الأولى إلى المسجد الأقصى مرة أخرى كما دخلوه أول مرة.
شفرة سورة الإسراء
وهذا الموضوع بالتفصيل التاريخي له والبراهين كان محتوى فيلمنا “شفرة سورة الإسراء” الذي أصدره المركز وهو ترجمة مرئية لكتاب الدكتور بهاء الأمير بنفس الإسم. وقد تعرض الكتاب والفيلم لتفسير تلك الآيات بالدليل القرآني واللغوي والتاريخي بشكل لم يسبق له أحد من المفسرين. كما أصدر المركز أيضا فيلماً قصيراً عن المسار اليهودي في الشرق يشرح فيه المراحل التي مر بها هذا المسار والخطوات المستقبلية له كما يخططون.
إزالة الإفساد هو قدر الأمة الإسلامية
ونحن في مركز دراسات الواقع والتاريخ نؤمن بكل قوة بأن إسرائيل إلى زوال وأن زوالها سيكون مصحوباً (سواء مسبوقاً أو متزامناً أو ملحوقاً) بزوال الدول القومية التي أنشأها الاستعمار في العالم العربي والإسلامي ، وأن هذا الزوال سيكون بداية انتشار الإسلام في الأرض كمخلص للعالم الذي يرزح الآن تحت هيمنة حفنة من العائلات من بني إسرائيل أو من خدمهم المخلصين. فإن الحرب هي حرب عقائدية فكرية قبل أن تكون اقتصادية أو غيرها. وقد فشلت كل الأنظمة الفكرية والعقائدية التي تبناها الشرق والغرب في جلب السلام والطمائنينة والأمل للبشرية بل كانت دائماً سبباً للحروب والشقاق والشقاء ، بل إن تلك النخب قد غرتها قوتها وثرائها المادي وهيمنتها على حكومات العالم فراحت تعمل على فرض عبودية كاملة على البشرية جمعاء وسخرت لها خطط إبليسية مثل ذلك الوباء الذي ينادون باستغلاله لعمل هذا التحول إلى استعباد البشرية. فلا مخلص للبشرية إلا الدين الحق والأمة التي تحمله لكن بعد أن تفيق وتنهض لتقوم بحمل الرسالة الربانية للبشرية . ويبدو أن بعث هذه الأمة من جديد قد بدأ بتلك الأحداث القدرية التي تدور في الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها للعالمين. وصدق الله العظيم إذ قال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (الفتح 28).