الانتفاضة الثالثة
تفجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987 واستمرت إلى عام 1993 للميلاد وانتهت بالاعتراف الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرض 1967م ، ثم تفجرت الانتفاضة الثانية من 2000 إلى 2005 م وانتهت بالانسحاب من غزة فهل تكون هذه هي الانتفاضة الثالثة التي تخلص الأقصى من أيدي بني إسرائيل المغتصبين؟
الشعوب المسلمة تنتفض نصرة للأقصى
هذه المرة نرى تململ كبير للشعوب العربية خاصة تلك التي في الأقطار المحيطة بإسرائيل والمعروفة بدول الطوق. ففي مصر تظاهرت أعداد كبيرة من بدو سيناء بسياراتهم في الصحراء قرب الحدود مع غزة وأقسموا جماعياً أن يحموا المسجد الأقصى. وفي لبنان اجتاز متظاهرون السلك الشائك الفاصل وعبروا الحدود اللبنانية إلى فلسطين المحتلة نصرة لإخوانهم في داخل فلسطين مما أدى إلى إطلاق الرصاص عليهم من قوات الاحتلال الصهيونية التي طلبت من المستوطنين لزوم منازلهم. وفي الأردن هب عشرات الآلاف نحو الحدود مع فلسطين المحتلة وتجاوز بعضهم قوات الأمن التي أطلقت الرصاص التحذيري في الهواء لمنع عبورهم إلى الأرض المحتلة. وفي سوريا أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية رصد ثلاثة صواريخ أطلقت من الأراضي السورية باتجاه الأراضي المحتلة سقط اثنان منها داخل الأراضي المحتلة. وهذه كلها ظواهر تشير إلى تململ الشعوب العربية من الوضع في المنطقة وخذلان قيادتها لأخوانهم في فلسطين واستعدادهم للانضمام للمجاهدين والمقاتلين والمتظاهرين الفلسطينين ونصرة المسجد الأقصى الذي هو في القلب من هذه الانتفاضة المباركة الواسعة التي تشمل كل الشعوب المسلمة في المنطقة.
زوال إسرائيل حتمية قرآنية
هذه التحركات العربية والمسلمة لشعوب المنطقة تعطي ايحاءاً مختلفاً هذه المرة وتجعل نبوءات زوال دولة إسرائيل في السنوات المقبلة ليست بعيدة المنال. فمن كان يتصور هذه الهزة الكبيرة التي تهز أمن إسرائيل سواء في القدس وأجوار المسجد الأقصى أو في داخل حدود 48 أو من غزة التي طالت صواريخها كل مدن إسرائيل تقريباً ، بل هددت النقب حيث مفاعل ديمونة النووي.
وقد تنبأ الشيخ بسام جرار بزوال دولة إسرائيل عام 2022 وقبله تنبأ الشيخ أحمد ياسين بزوالها في الربع الأول من هذا القرن وحدد عام 2027 لتكون قد زالت تماماً ، وقد بنى كلاهما رؤيته على استشفافات قرآنية . ونحن في المركز نؤمن وتؤمن معنا جماهير المسلمين بهذا الزوال ، لأن القرآن قد أخبرنا بذلك في صدر سورة الإسراء ، فزوالها حتمية قرآنية ، إلا أننا لا نستطيع الجزم بموعد ذلك الزوال ، ولعل تلك الاستشفافات القرآنية للشيخين قد تصدق وتزول تلك الدولة المعتدية.
بركة الأرض المقدسة والتغيير العالمي
وسيكون زوال إسرائيل مصاحباً لسقوط الدول القومية التي أنشأها الاستعمار كجدران لتقطيع أوصال المسلمين وفصل شعوب الأمة الإسلامية عن بعضها وتغيير مفهوم الأمة الواحدة واستبداله بعقيدة قومية نتنة حذرنا منا النبي صلى الله عليه وسلم . بل إننا نجزم أن هذا السقوط سيكون مقدمة لتغيير عالمي كبير ، فإن القوى المتحكمة في الأرض حالياً هي قوى مرتبطة ببني إسرائيل وبالتالي بدولة إسرائيل ، وسقوط دولتهم – التي أظهرت الأحداث الأخيرة هشاشتها – معناه تجرؤ الشعوب في جميع أنحاء العالم على تلك القلة المهيمنة الباغية الظالمة التي تفرض إرادتها على كل شعوب العالم. فإنه في الوقت الذي يعدون فيه لتغيير العالم في اتجاه خططوا له في أجندة القرن الواحد والعشرين وأجندة 2030 ورؤية 2050. فيبدو أن الله سبحانه وتعالى أراد تغييراً في الاتجاه الآخر تشعل شرارته انتفاضة الشعب المسلم في الأرض المقدسة ، تلك الأرض التي بارك الله فيها للعالمين تصديقاً لقوله تعالى: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) فبركة الأرض المقدسة تعم العالمين جميعاً. فهل ستكون لك مشاركة في هذا التغيير المبارك؟
شاهد فيلمنا الوثائقي المطول “شفرةسورة الإسراء” الذي يشرح تاريخ إفسادي بني إسرائيل في الأرض من الناحية التاريخية ويفسر آيات سورة الإسراء كما لم يفسرها أحد من قبل ويربطها بتاريخ العالم وواقعه الحالي. الفيلم مستمد من كتاب الدكتور بهاء الأمير بنفس الاسم. شاهد أيضاً فيلمنا الوثائقي المختصر “المسار اليهودي في الشرق“. واقرأ أيضاً مقالنا “اسرائيل تهتز .. وزوالها قريب” وكذلك “هل نحن في زمن وعد الآخرة ودخول المسجد الأقصى؟“