بقلم : أمل إبراهيم
من فضلك وشكراً
علمي أطفالك التأدب عند الطلب وقول شكراً لمن يجيب طلبهم
وذلك بأن تطلبي من طفلك أن يقول : ( من فضلك/ لو سمحت /ممكن) عندما يريد شيئاً ما مهما كان هذا الطلب صغيراً أو تافهاً، فالشيء المطلوب لا يهم في هذه المرحلة وإنما المهم جداً هو كيفية الطلب. فحتى عندما يريد أن يشرب أو يأكل لابد أن يقول : (من فضلك ياأمي أريد أن أشرب / لو سمحت يا ماما عايز أشرب/ ممكن يا أمي تجيبي لي أشرب ) أوأي صيغة مماثلة حسب لغة أهل البلد.
ثم عندما تحضرين له ما طلب ( الماء مثلاً) فلا بد أن يقول شكراً أو جزاك الله خيراً مثلاً .
متى نبدأ في تعليم الطفل هذا الخُلق وتدريبه عليه؟
الاجابة: من عمر مبكر جداً و بمجرد أن يستطيع الطفل تكوين جمل مفيدة و واضحة .
كيف؟
في 6 خطوات عملية:
1- عندما يطلب طفلك منك شيئاً اطلبي منه أن يقول :( لو سمحت) حتى تجيبي طلبه.
مثلاً طفلك قال لك: ماما عايز ميه.
أنت: (قل لوسمحتي عايز ميه/ لازم تقول لو سمحتي يا ماما عايز ميه). تقولين له ذلك بهدوء وحب وبدون زهق أو غضب أو صراخ لأنه صغير جداً ولكن يمكنه أن يتعلم .
وفي هذا الموقف والسن لابد أن تصري بحنان وحزم أن يقولها حتى تعطيها له . ثم عندما يستجيب لك لابد أن تقبليه وتحتضنيه أو تصفقي له وتقولي له :(أنت شاطر .. أنت ممتازحبيبي/حبيبتي)أو أي كلمة إطراء مع ابتسامة تشعره بسعادتك به. ثم عندما يأخذ منك الماء تعلميه أن لابد أن يقول شكراً.
فمثلاُ يكون الحوار كالتالي :
أنتِ: الآن لابد أن تقول شكراً لماما لأنها أحضرت لك الماء
الطفل: شكراً ياماما
أنتِ: شطور حبيب ماما . ثم مرةً أخرى قبلة أو حضن أو تصفيق للتشجيع
2- أعطي طفلك القدوة الايجابية : لابد أن تقولي له أنتِ أيضاً من فضلك أو ما شابهها في كل مرة تطلبين منه شيئاً. ثم لابد أن تشكريه بعدما يفعل ما طلبت منه ولو كان ذلك أن يغسل يديه بعد الأكل مثلاً أو يجمع ألعابه أو يكلمك بصوت منخفض أو يحضر لك شيئاً.
فمثلاً تقولين له : (من فضلك يا حبيبي ضع لعبك في مكانها/ والآن ياحبيبتي اغسلي يديك لوسمحتِ). وعندما يفعل ما طلبته منه تحتضنيه وتقبليه وتقولي له : (شكراً يا حبيبي أنت ممتاز) أو : (ماشاء الله أنتِ شطورة) . وهكذا دوماً.
فلابد من تشجيع أطفالك عندما يقومون بأي عمل جيد مهما كان صغيراً. وأجمل تشجيع وأكثره تأثيراً هو نظرات الرضا والاعجاب في عينيك وقبلاتك الحانية واحتضانك له.
3- داومي على التحلي بمكارم الأخلاق التي تعلمينها له:
يجب عليك عدم التهاون فيما تعلمينه لأطفالك .فلابد أن تراعي في نفسك التقيد بهذا الخلق مع أطفالك ومع كل من تتعاملين معهم . لماذا ؟ لأنك أنت القدوة بالنسبة لهم، فلو لم تفعلي أنت ما تأمرينهم به فهم بالتالي لن يفعلوه .
ثم لابد من متابعتهم في إلتزامهم بهذا الخلق في معاملتهم معك ومع كل من حولهم . بالتالي فواجبك ومسؤوليك كأم أن تتأكدي أن طفلك يواظب على خُلق (من فضلك وشكراً) منذ نعومة أظفاره.
4- عندما يطلب الطفل أي طلب بدون قول(من فضلك) فلابد من تذكيره بها حتى يعيد طلبه مع قولها و نفس الأمر مع كلمة (شكراً) إن نسيها….ثم تشجيعه عندما يقولها ولو لم يفعلها إلا بعدما ذكرتيه.
5- التحلي بالهدوء الصبر وإظهار الحب والحنان مع مراعاة عدم الغضب أو العصبية خلال فترة التعليم .
6- مراعاة أن الطفل لن يتعلم ما تطلبينه منه ولن يتعود عليه من أول مرة ، بل سيأخذ ذلك وقتاً طويلاً ربما يصل إلى عدة شهور . و ذلك يتطلب منك تكرار نفس الأمر عليه بهدوء ورفق مرات عديدة حتى يألفه ويكون عادة له.
فلابد لك من الصبر وطول البال، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض الأحيان سيكون من الأفضل فيها التغاضي عن طلب ذلك من الطفل، كأن يكون الطفل مريضاً أو مرهقاً جسمانياً أو عصبياً أو تكوني قد أمرته بأمر آخر في نفس الوقت و ترين أنه ليس من الحكمة أن تطالبيه بقول (من فضلك و شكراً) في هذا الوقت .
والأمر يرجع إلى تقييمك كأم أوكأب .
و يتم تقييم كل موقف على حدة بحيث يكون هناك ليونة و رفق و سلاسة في التعليم والتعامل و ليس قواعد جافة صارمة غير قابلة للتعديل ولا للتقييم .
وإلى اللقاء في خلق آخر من مكارم الأخلاق التي نربي عليها أولادنا.