المنظمة العالمية للهوية الرقمية ID2020.org
هل تذكرون الحديث عن هوية رقمية عالمية موحدة؟ تحدثنا عن ذلك عدة مرات في سلسلة مقالات “كورونا وخطط النخب الحاكمة” . المشروع عالمي ينفذ (كالعادة) بهدوء وببطء حتى لا يلحظه الناس ولا يتوجسون منه. تلك المنظمة العالمية للهوية الرقمية ID2020.org والتي يمولها بل جيتس مع آخرين تحت مظلة الأمم المتحدة ، تقود خطة عالمية لعمل هويات رقمية لكل فرد على الكرة الارضية ، كما شرحوا ذلك بوضوح على موقعهم الألكتروني.
الهوية الرقمية إطار عمل في بريطانيا
تقفز بريطانيا عادة لمقدمة الصفوف ، كما فعلت في منح أول ترخيص للقاحات (ترخيص طوارئ) للقاح فايزر-بيونتك ، وكما فعلت في بدء حملة التلقيح العالمية من أرضها بتلقي مارجريت كينان (90 عاماً ) أول جرعة لقاح كوفيد على سطح الأرض ، الأمر الذي يوضح أن الخطط توضع وتنفذ دولياً من هناك أيضاً . وعلى هذا المنوال ، وضعت بريطانيا أولى لبنات الهوية الرقمية العالمية ببدء تنفيذ إطار عمل لطرح الهوية الرقمية كبديل للهوية الورقية (جواز السفر ورخصة القيادة). ففي 11 فبراير من العالم الحالي 2021 ، وعلى موقع الحكومة البريطانية الرسمي تم طرح إطار عمل تنفيذي لبدء مشروع بريطاني لإحلال الهويات الرقمية محل الهويات الورقية لكل المواطنين ، وكالعادة يتم ذلك عبر اقناع الناس بمزايا المشروع (الهوية الرقمية) وسهولة عملها وأن صاحبها سيكون مسيطراً على كم المعلومات الذي يوافق على إبرازه عند الطلب.
ما هي الهوية الرقمية؟
حسب موقع الحكومة البريطانية ، وكذلك موقع ID2020 فإن الهوية الرقمية هي عبارة عن محفظة من المعلومات الرقمية أو الخصائص الشخصية attributes لحامل الهوية. هذه الخصائص تشمل الإسم وتاريخ الميلاد ومكان الميلاد ومكان الإقامة ورخصة القيادة والمؤهل الدراسي والخبرة العملية والحالة الصحية وغيرها من الخصائص الشخصية والبيولوجية مثل البصمة والصورة والشكل ، وهذه كلها يتم حفظها في ملف أو حافظة معلومات مركزية ويتم الوصول إليها عبر تطبيق على الهاتف الشخصي أو عبر وسيط تجاري موثق يمكنه الوصول لتلك المعلومات. ويتم توليد كود خاص عند الطلب لاستعماله في أي إجراء يحتاج أي جزء من هذه الصفات الشخصية. فيتم توليد كود مرئي يمكن مسحه ضوئياً عند كل نشاط يتطلب أياً من المعلومات الشخصية لحامل تلك الهوية. وقد ضرب الموقع عدد كبير من الأمثلة عن كيفية عمل واستخدام تلك الهوية الرقمية في الحالات المختلفة.
مزايا الهوية الرقمية
يتحدث الموقع الحكومي عن الميزات المختلفة للهوية الرقمية ومنها سهولة الاستخدام وأنها تتيح لصاحبها التحكم في الخصوصية والحفاظ على معلوماته وعدم الحاجة لحمل هوية ورقية أو استبدالها عند الضياع أو غيرها من المشكلات العملية. ويتحدث أيضاً عن أن هذه الهوية ستمنع عمليات التزوير وانتحال الشخصية وتعطي مزيد من الثقة للشركات وأصحاب الأعمال التجارية ، حيث يمكنهم الحصول على كافة المعلومات المطلوبة دون خوف من التزوير بالإضافة إلى السرعة والدقة وتوفير الوقت والمال. ولكن الموقع لا يذكر شيئاً عن أي عيوب لتلك الهوية الرقمية.
الهوية الرقمية والنظام العالمي الجديد
تتفق الهوية الرقمية مع النظرة الجديدة للعالم ما بعد كورونا. كما تلبي الهوية الرقمية متلطبات أجندة 21 وأجندة 2030 للأمم المتحدة حيث يتم حصر جميع البشر وجميع الأراضي وجميع الموارد النباتية والحيوانية والمعدنية بل وجميع المعلومات.
ومن هذه المعلومات تلك الحوافظ الرقمية عن البشر والخصائص الشخصية والقدرات والمؤهلات والخبرات لكل منهم. كما تتيح تلك الهويات تسجيل جميع الأنشطة التي يقوم بها الشخص بدءاً من دخول حانة أو ملهى ليلي مروراً بفتح الحسابات البنكية واستئجار البيوت أو السيارات وصولاً إلى العمل والتوظف وشراء المنازل. وبهذا يتوفر للدولة والشركات سجل كامل عن أنشطة كل شخص يمكن الوصول إليها عند الحاجة حسبما يتيح القانون الذي يعمل دائماً لحساب الشركات والحكومات. هذا الوضع يؤدي في النهاية إلى زوال الخصوصية وليس حمايتها وتوفير كم كبير من المعلومات عن كل تحركات وأنشطة البشرية جمعاء يمكن لمن يظنون أنفسهم الأسياد أن يتحكموا في عبيدهم ، أي هي خطوة في طريق العبودية داخل السجن الرقمي العالمي. هذا السجن الذي يشيدونه برفع قضبانه الرقمية حولنا كل يوم حتى نستيقظ وقد اكتملت كل جدرانه وأصبحنا عبيداً بمعنى الكلمة لثلة من شذاذ الأفاق الذين يريدون امتلاك الدنيا والتحكم في كل صغيرة وكبيرة فيها.
… حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس 24)