العصابة حقيقة وليست مؤامرة
في مقاله المثير في جريدة القدس العربي اللندنية بعنوان “سؤال إنساني للآلهة الذين يديرون العالم” ، يصل الإعلامي المشهور فيصل القاسم إلى المحصلة النهائية التي عكفنا على شرحها في “مركز دراسات الواقع والتاريخ” طوال السنوات الأربع الماضية وهي أن “عصابات صغيرة جداً تتحكم بمقدرات العالم المالية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والنفسية وتتصرف كما لو أنها آلهة” وتتحكم في دول العالم الكبيرة قبل الصغيرة. وقد صرح بذلك نصاً في بداية مقاله، وكذلك عندما قال : “لكن هذا لا يعني مطلقاً أن الذين يديرون العالم بعقلية الإله هي الدول الكبرى أو الصغرى، لا أبداً، بل هناك جماعات وأفراد خارج الدول تستغل الدول نفسها لتحقيق مشاريعها وأطماعها.”
ثم يدافع فيصل القاسم عن ملاحظته هذه ضد الاتهام بتبني “نظريات المؤامرة” ويؤكد أنها حقيقة يمكنك الوصول إليها بالمعرفة والتفكر أو بتعبيره “عندما تشغل عقلك جيداً”.
يتصرفون كأنداد للإله
وقد صدق في أن هؤلاء المتسلطين يتصورون أنفسهم آلهة لهذه الأرض، فقد وضعوا أنفسهم مكان الإله كمصدر للأخلاق والسلوكيات والحلال والحرام ووضعوا للناس المعايير والموازين التي يشرعون بها قوانين حياتهم يبيحون لهم ما يرغبون ويحرمون عليهم ما يشاؤون ، وهذا هو ما يفعلونه بالفعل.
ولكنه يتساءل عن أهداف هؤلاء ولماذا يتعاملون كأنهم آلهة وما غاياتهم …الخ.
جهود المركز لفضح العصابة
وقد شرحنا عبر رحلتنا في مركز دراسات الواقع والتاريخ خلال السنوات الأربع الماضية وبَيَّنَّا مَنْ هؤلاء المفسدين وعقليتهم ولماذا يفسدون، وما هي غايتهم وهدفهم النهائي ولماذا يستخدمون الإفساد وسيلة لها. وأنتجنا في ذلك 13 فيلماً وثائقياً تتحدث بنور القرآن والتاريخ والواقع عن هؤلاء المفسدين، فضلاً عن عدد كبير من المحاضرات والمقالات والوثائقيات والشهادات والمقاطع المترجمة التي تبين كل ما يتعلق بتلك العصابة وأفعالها وأثرها في الواقع. بل إننا ترجمنا سلسلة مهمة تشرح أصل هذه العصابة وتتبع تصرفاتها التاريخية وصولاً إلى عصرنا الحاضر وهي سلسلة “سقوط العصابة السرية” ولها أكثر من خمس عشرة حلقة وهذا رابط الحلقة الأولى منها.
النظام النقدي والسيطرة المالية
ولفهم هذا الواقع المعقد ودور العصابة فيه ، يمكنك مثلاً البدء بمشاهدة فيلمنا الأول “من يحكم العالم” وهو اسم مشابه لعنوان مقال فيصل القاسم “الآلهة الذين يديرون العالم” . والفيلم مقدمة مركزة جداً (9 دقائق) لكنها وافية كمدخل للتعرف على هؤلاء المفسدين وطريقة عملهم وتأثيرهم في مناحي الحياة المختلفة. ثم يأتي الفيلم الثاني والثالث ليركزا على الجانب المالي فيشرحا تاريخياً كيف تبلور النظام المالي الحالي وكيف يستخدمونه في “سرقة البشرية” (وهو اسم فيلمنا الثاني) وتوريط الدول والشركات والأفراد في الديون الربوية ، وكيف أصبح هذا النظام المالي الدولي هو “الاستعمار المالي للعالم” (وهو اسم فيلمنا الثالث). هذه القوى التي تدين لها دول العالم بالديون هي من تحرك الأمور من خلف الستار، وهي التي يأتمر قادة الدول بأوامرها، بل هي من تأتي بهؤلاء القادة على رأس هذه الدول.
جدلية هيجل وإشعال الحروب
وهذه القوى هي التي تشعل الحروب بمبررات كاذبة وعبر جدلية هيجل : “اختلق المشكلة ووجه الرأي العام ثم اطرح الحل والذي هو هدفك الحقيقي من وراء اختلاق تلك المشكلة”، وبهذا ينهبون مزيداً من الثروات ويخضعون الدول ويغيرون الأنظمة ويوجدون المبررات لتغيير القوانين الدولية والمحلية لصالح مشروعهم الكبير. وهذا ما شرحناه في فيلمنا الرابع “الإرهاب والإعلام والحروب“
العقائد هي الدافع
ثم شرحنا أن هذه القوى المتسلطة لا تحركها المصالح الاقتصادية فقط بل تحركها أصلاً عقائد دينية مستمدة في الأساس من تحريف كتب سماوية وهذا ما بيناه في فيلمينا الخامس “عقيدة الطغمة الحاكمة الخلفيات الدينية والدوافع العقائدية” والسادس “دين الطغمة وعلاقته بالانحرافات العقائدية لليهودية والنصرانية“
لتفسدن في الأرض مرتين
وقد أخبرنا الله تعالى بهذا كله ولخصه لنا في قرآنه حيث تتبع تلك الأمة التي أفسدت عقائد الناس على مدار الزمان بقوله تعالى في سورة الإسراء المعروفة بسورة بني إسرائيل :(لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً)، فهؤلاء المفسدون في الأرض لهم إفسادان رئيسيان. وقد أرسل الله عليهم آخر أنبياءه صلى الله عليه وسلم وأصحابه لإزالة إفسادهم الأول. ثم رد الله لهم الكرة علي هذه الأمة فأفسدوا إفسادهم الثاني الذي نعيشه ووصلوا به إلى علوهم الكبير ، هذا الذي يصفه فيصل القاسم في مقاله. ثم يكون وعد الآخرة حيث تبتعث هذه الأمة من جديد ليسوؤوا وجوه بني إسرائيل ويدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ، كما جاء في بقية آيات صدر سورة الإسراء. وهذا ما شرحناه تفصيلياً في فيلمنا السابع “شفرة سورة الإسراء” ، وهو أهم أفلامنا وبدونه لا يمكنك فهم العالم.
القرآن وبني إسرائيل
إن ما تراه يحدث أمام عينيك من أوبئة (مفتعلة) وحروب (مفتعلة) هو من تدبير تلك القوى الخفية كما قرر فيصل القاسم في مقاله. وهذا هو السر في تتبع القرآن لهم وبيان نفسياتهم وخصائصهم وأعمالهم ومكرهم عبر التاريخ وأفرد لهم كل هذه المساحة في القرآن. وهذا لأن دورهم:
– غاية في الخطورة
– و خفي
– و مستمر
وكل ذلك بَيَّنَّاه في فيلم شفرة سورة الإسراء.
أمتنا هي الموعودة
ولأننا الأمة التي ستزيل هذا الإفساد في “وعد الآخرة” ، فقد أنتجنا فيلمنا الثامن “الأمة الإسلامية: القمة.. الانحدار.. وعد الآخرة” الذي يشرح خصائص أمتنا ويشير إلى تاريخها من القمة إلى الانحدار ثم القيام مرة أخرى.
الإيمان والقضاء والقدر
ولأننا نحتاج إلى الإيمان الراسخ في مواجهة هذا العلو والإفساد، فقد شرحنا ركنين من أركان الإيمان وهما الركنين الذين حاولوا طمسهما وتشويههما. هذان الركنان هما الإيمان بالله والإيمان بالقضاء والقدر ،وكان هذا في فيلمينا العاشر: “القضاء والقدر..لماذا يوجدُ الشرُّ في الدنيا ؟ وما واجبنُا تجاهه؟” والثاني عشر: ” حقيقة الإيمان” حيث بَسَّطْنَا فيهما هذين الركنين ورددنا على شبهات كثيرة وصححنا التشويه وأزلنا الطمس.
مسار الإفساد داخل الأمة الموعودة
ثم بينا جانباً من خطط هؤلاء المفسدين داخل الأمة الإسلامية نفسها وذلك في فيلمينا التاسع “ثالث الآتين من الخلف: السيسي يغير مصر تبعاً لخطط طويلة الأمد” والحادي عشر “المسار اليهودي في الشرق“.
أما فيلمنا الأخير فشرح خصائص ذلك العالم الذي يبنيه حولنا هؤلاء المفسدون وهو فيلمنا الثالث عشر “النظام العالمي الجديد.. ذروة الإفساد الثاني“
الإفساد مرحلة ضمن خطة كبرى
ثم فصلنا كيفية استخدامهم لهذا الإفساد في السيطرة على البشرية وهذا في محاضرتنا “الإفساد في الأرض وسيلة السيطرة على البشرية” .ثم بَيَّنَّا الغاية النهائية لهم وشرحنا تفصيلياً خطتهم الكبرى التي تحقق لهم غايتهم تلك وأن الإفساد ما هو إلا مسار واحد بداخلها وذلك في محاضرتنا “إفساد البشرية مرحلة ضمن خطة كبرى” ، بل ورسمنا مسارات تلك الخطة الكبرى بحيث يمكنك تصنيف أيٍ من الأحداث الكبرى التي نراها تحدث في العالم ضمن مسار من تلك المسارات الأربع لهذه الخطة الكبرى ، وذلك في محاضرتنا المختصرة والمركزة “خريطة أحداث العالم ومساره“.
وبهذا نكون قد سبقنا فيصل القاسم فيما وصل إليه من نتيجة مفادها تحكم عصابات قليلة جداً في مصير البشرية وشرحنا وبينا ووثقنا قرآنياً وتاريخياً وواقعياً كنه هؤلاء وكيف يعملون وكيف وصلوا إلى هذه السيطرة على البشرية وكل ذلك عبر شهادات الخبراء والمتنفذين وعبر الوثائق الداحضة. ونكون قد أجبنا على كل تساؤلات فيصل القاسم عن تلك العصابات المتسلطة على البشرية والتي تتصرف كأنها آلهة على الأرض وذلك في مقاله المثير في القدس العربي اللندنية المنشور يوم 4 نوفمبر 2022 بعنوان “سؤال إنساني (للآلهة) الذين يديرون العالم“.
أفلامنا الوثائقية حسب ترتيب إصدارها:
12. فيلم حقيقة الإيمان
13. فيلم النظام العالمي الجديد .. ذروة الإفساد الثاني
ويمكنك أيضاً مشاهدة هذه المحاضرات الهامة:
1. الإفساد في الأرض.. وسيلة السيطرة على البشرية
2. إفساد البشرية .. مرحلة ضمن خطة كبرى
3. خريطة أحداث العالم ومساره