الحضارة الإسلاميةوأثرها على البشرية
هذا الفيديو القصير يشرح أثر علوم الحضارة الإسلامية واختراعاتها على العصر الحديث. ذلك الأثر الكبير الذي تم إخفاء معالمه عن العالم عامة والعالم الإسلامي على وجه الخصوص ليتم تجهيل الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم واجتهاداتهم. لقد تم تزييف التاريخ وطمس كل أثر للحضارة الإسلامية وفضلها الكبير على التطور العلمي ومسيرة البشرية حتى يسهل السيطرة على أبناء تلك الحضارة وتصويرهم أنهم كانوا دائماً عالة على غيرهم من الأمم وليس لحضارتهم فضل على البشرية.
الرفاهية الإسلامية مقابل التخلف الأوروبي في العصور الوسطى
وقد وجدت كثير من الكتب المتاحة في مكتبات المدارس البريطانية تتحدث عن فضل المسلمين على الرفاهية الإنسانية الحالية فنسبت للمسلمين اختراعات مهمة تنبئ عن نظافة ورفاهية المسلمين في الوقت الذي كانت أوروبا في غاية القذارة والجهل والتخلف والهمجية. من هذه الاختراعات الصابون حيث كان المسلمين يستخدمونه في تنظيف أياديهم ويزيلوا به أي أثر للشحوم. ومنها أيضاً السجاد والستائر على النوافذ والوسائد والأرائك وغيرها كثير.
استخدام المسلمين للشوكة والسكين في تناول الطعام
ومن هذه الرفاهية والنظافة استخدام الشوكة والسكين في تناول الطعام على عكس ما هو شائع بين المسلمين أن هذه طريقة الكفار ، فالحقيقة أن هؤلاء “الكفار” قد عرفوها ونقلوها عن العالم الإسلامي وليس العكس. ومن الطريف أنني كنت في أحد دروس اللغة الانكليزية عندما هاجرت إلي بريطانيا وكانت زوجتي بجواري ، وكان الدرس يتناول أسلوب الحياة بين مختلف الجنسيات وكيف يتناولون الطعام في بيوتهم ، ومر المدرس يسأل الطلاب من جنسيات مختلفة ليعرف إذا كانوا يتناولون الطعام بأيديهم أم باستعمال الشوكة والسكين، وكانت الإجابات تأتي مختلفة حسب أعراف كل جنسية ، وعندما جاء الدور علينا أنا وزوجتي للإجابة فقال المدرس لا عليكما فنحن نعرف أنكم تأكلون باستعمال الشوكة والسكين لأننا “كأوروبيين” أخذناهم من عندكم ، وكانت مفاجأة بالنسبة لي ولزوجتي.
دور الاستشراق في نقل العلوم للغرب
وبعد فتح القسطنطنية شعرت النصرانية الشمالية ، ممثلة في الغرب ، بالخطر الشديد على وجودها فعملت على دراسة العالم الإسلامي والتعرف على أوجه القوة ومواطن الضعف. فأرسلت الكنيسة جيوش من الجواسيس لمعرفة ونقل أخبار وعلوم العالم الإسلامي فيما يعرف بحركة الاستشراق. وعمل هؤلاء الجواسيس المستشرقون على دراسة كل العلوم الإسلامية التقنية والشرعية ، والعلمية والعملية ، ونسخها ونقل كل ما تقع عليه أيديهم من كتب ومخطوطات مهمة إلى أوروبا وتعليم المختصين ، ونشأت على هذه السرقة الممنهجة نهضة علمية في الغرب – إقرا كتاب “رسالة في الطريق إلى ثقافتنا” للعلامة محمود شاكر.
الغرور والغفلة ثم السقوط
وفي هذا الوقت شق الغرور ثم الغفلة طريقهما إلى قلب وعقل العالم الإسلامي ، ولم يستيقظ إلا على قصف المدافع وغزو الغرب لبلاد المسلمين بدءاً من احتلال الهند “المسلمة” ثم الحملة الفرنسية على مصر ثم ما تلاها من حملات متتالية حتى سقوط الدولة العثمانية وما تلاها من تقطيع أوصال الأمة الإسلامية إلى دويلات قومية. ثم قام المحتل بعد تغيير النظم بتعيين موظفين تابعين له لحكم تلك الإقطاعيات المسماة الآن زوراً باسم الدول الإسلامية وما هي إلا مقاطعات تابعة للمحتل الأوروبي والأمريكي. وتُستكمل عملية التجهيل ذاتها بالتاريخ الإسلامي السياسي كما حدثت من قبل مع التاريخ العلمي التقني.