انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ، نظريات أو وجهات نظر تصنف عملية “طوفان الأقصى” على أنها مؤامرة من حماس كونها عميلة للروافض أو على أنها فخ أو كمين نصبه اليهود لحماس، فالكثير لا يصدق أنه يمكن أن يحدث مثل هذا الخرق لأحد أكثر جيوش العالم تسليحاً وتدريباً ، وحدث هذا من قبل مجموعات من الشباب الذي سلاحه خفيف ومركباته ليست عسكرية ولا يمكن عقلاً تصور حدوث هذا دون حتى دوي صافرات للإنذار في مستخربات العدو ، فإذاً هي مؤامرة أو فخ نصبه اليهود لتنفيذ مخطط معروف لهم.
ونحن في المركز نقول: أن كل ما يقال عن أن عملية “طوفان الأقصى” هي مؤامرة هو كلام من باب نشر الإرجاف والتثبيط والتخرص الذي لا دليل قطعي عليه ، وبالتالي فإن نشر مثل هذه الآراء أو النظريات الآن غير جائز شرعاً في ظل هذه الأوضاع التي تقاتل فيها الأمة عدوها الأساسي الواضح المعروف لكل عالم وجاهل.
وكما جاءت الأحاديث والآثار، فإن الجهاد قائم إلى يوم القيامة، وجهاد اليهود على رأس كل جهاد ومعركة الأمة معهم إلى يوم الدين ، ونحن الأمة التي ستزيل إفسادهم في نهاية الأمر كما جاء في صدر سورة بني إسرائيل “سورة الإسراء” وكما شرحناه تفسيراً وتفصيلاً في فيلمنا شفرة سورة الإسراء.
وربما اختلط في أذهان هؤلاء المشككين ما حدث من قتال في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها ، وأن الأمة لا تتحرك حتى وإن كان القتل والتهجير بالملايين. ولكننا نقول أن هناك فرق بين اقتتال طوائف داخل الأمة (لا يتبين فيها الحق لرجل الشارع الجاهل) وبين اقتتال واضح بين المسلمين واليهود ، فهذان النوعان من القتال لا يستويان.
ولهذا فقد حرص اليهود دائماً على عدم إيقاظ الأمة وعدم الدخول في مواجهة صريحة مع الإسلام نفسه أو من يمثله (ولو ظاهراً) لأن هذا يجعل الأمة تجتمع عليه وتتوحد لغياب الشبهة في مثل هذا القتال.
نعم هناك انحرافات لحماس فرضوها عليها بمنع أو قطع المساعدات من أهل السنة والسماح بالمساعدات من الروافض مما أثر على كثير من سلوكياتهم التي انتقدناها وانتقدها الشيوخ والعلماء ، لكن كل هؤلاء الآن خلف حماس في جهادها لعدو الله وعدو الأمة ، فحماس يأتي في حقها ولاء من جهة وبراء من جهة أخرى ، وما تقوم به الآن هو الجانب الذي توالى فيه
ولهذا فكل من يقوم بالتثبيط والتخذيل ونشر “نظريات” و تخرصات ليس عليها دليل ، فليس له مكان بيننا وسنحظره .. الوقت ليس وقت التنظير ، بل العمل
قم والتحق بهم أو أرسل الدعم المالي ، أو الدعاء ، فإن لم تقدر على أيا من هذه فكف شرك عنهم
أما موضوع حماس وانحرافاتها التي تؤخذ عليها فإنه لم يتهمها أحد بالعمالة التامة لليهود أو العداء الكامل لأهل السنة بل عندها انحرافات فرضوها عليها بقطع عون أهل السنة عنهم وتسهيل مساعدة الروافض لهم لحرف الجهاد عن مساره الصحيح.
ولهذا فقد نشرنا كلام الدكتور أكرم حجازي والشيخ حاكم المطيري وهما من أكثر المهاجمين والناقدين لحماس وانحرافاتها وكذلك نشرنا كلام الشيخ العدوي وله موقف معروف من الإخوان المسلمين … الجميع مع الجهاد حتى لو كان خلف الفاجرين ، ونحن وإن كنا نعرف مدى انحراف حماس إلا أن لها حسنات عظام أيضاً فهي ممن له ولاية من جهة وبراء من جهة أخرى ، وما تقوم به الآن من جهاد عدو الأمة هو من النوع الذي يجب موالاتها فيه ..
ونحن (كمركز دراسات الواقع والتاريخ) من أكثر من نشر عن المؤامرة وشرحها وبينها بالأدلة الدامغة والحجج والبراهين الواضحة ، ولكننا نعرف الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم . وقد أخذ عنا شباب حديثي السن والخبرة موضوع المؤامرة وتوسعوا فيه فخرب عليهم عقولهم ولم يعودوا يفرقون بين حدود الحقيقة والوهم في المؤامرة.
نعم نعرف أن لإسرائيل خطط كبيرة في التوسع والسيطرة والهيمنة على المنطقة وعندهم الأسلحة والقدرات التي لا توجد عند مجاهدينا ، لكن وسيلتهم لتنفيذ هذه الخطط هي ضرب المسلمين ببعضهم واستخدام حكامهم وعملائهم في تنفيذ خططهم عبر التطبيع والتقسيم والتحارب بين الطوائف والتنظيمات . ولكنهم يتجنبون المواجهة المباشرة معهم التي تكون واضحة لرجل الشارع الجاهل فينحاز الجميع للمسلمين ضد عدوهم الكافر المعاد لله الواضح .
ولهذا فإن هذه المعركة من النوع الذي يتجنبه هؤلاء الخبثاء المفسدون ، وقد أحسن المجاهدون بالدخول معهم في معركة لا تدع للأمة خيار غير مناصرتهم والوقوف معهم فيها (مع ما عندهم من انحرافات) فإن الجهاد جهاد دفع ويجب الوقوف فيه خلفهم.
أما الإرجاف والتثبيط والتخرص والتنظير بدون دليل فهو من الوقوف مع اليهود والانحياز لهم .
لهذا نكرر للشباب : قم والتحق بهم أو أرسل دعمك المالي، أو ادعوا لهم ، فإن لم تقدر على أي من هذه فكف شرك عنهم
والله تعالى أعلم