فكرة المركز
نشأت فكرة إنشاء مركز لنشر الوعي بحقيقة الواقع والمؤامرات (الحقيقية وليس النظريات) في الشهور التي تلت الانقلاب العسكري في مصر على إدارة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وما شاهدته بنفسي من أسباب فشل حكم الإخوان كما شرحته في مجموعة التغريدات التي تتحدث عن “أخطاء الأخوان خلال الثورة في مصر“.
الخروج من مصر
وكنت من الذين اختاروا المنفى الاختياري نتيجة الاضطهاد السياسي والديني في عهد حسني مبارك فخرجت مع آخرين من مصر في نهاية الثمانينات (وبداية التسعينات) من القرن الماضي. ونتيجة للمتابعات الأمنية وتعاون حكومات هذه البلدان مع الحكومة المصرية وسياسة “تجفيف المنابع” وتسليم المعارضين، وبعد محاولات للاستقرار في بلدان مختلفة، فقد انتهي بي المقام كلاجئ سياسي في بريطانيا.
الاستقرار في بريطانيا
ولما كانت الأوضاع في مصر تتحول من سيئ إلى أسوأ فانصرف اهتمامي إلى تربية أبنائي وتعليمهم والحفاظ على دينهم وتنشئتهم نشأة إسلامية في هذا المجتمع الكافر ، وقلّ انشغالي بالوضع السياسي في مصر والبلدان العربية لقتامة الرؤية وغياب الأمل في تغيير حقيقي في الأوضاع في المنطقة كلها. وانصرف اهتمامي لفهم النظام العالمي والقوى التي تتحكم فيه وكيف تعمل ، ومكنتي إقامتي وعملي في بريطانيا واحتكاكاتي مع البريطان والجالية المسلمة وغيرهم ونقاشاتي من فهم ومعرفة الكثير من الحقائق.
كنت أعرف أن هناك قوى خفية تحرك الأحداث وتدفع بها في الاتجاه الذي تسير فيه وتؤثر في الحكومات الدولية وكنت أعرف أن لليهود (خاصة الصهاينة منهم) يداً فيما يحدث وكانت لوبياتهم واضحة التأثير في حكومات العالم الغربي (خاصة أمريكا وبريطانيا) ، لكن لم أكن أعرف مدى تأثيرهم الحقيقي وآليات السيطرة التي يستخدمونها لدفع الأحداث .
ركن المؤامرة الأهم
جاءت نقطة التحول بعد مناقشات وبعدما اطلعت على وثائقيات تشرح كيف نشأ وتبلور النظام المالي والنقدي وأن البنوك المركزية للدول وبخاصة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هي بنوك خاصة تملكها أسر غنية جدا جدا كانت معروفة بغناها هذا لفترات زمنية طويلة. ثم عرفت أن هذه الأسر يهودية أو لها أصول يهودية. ثم تعمقت أكثر في فهم كيف تبلور هذا النظام وفهمت منشأ دين الدول وأن كافة دول العالم أصبحت مدينة لأن بنوكها المركزية هي التي تمتلك الحق الحصري في طباعة النقود… إلى آخر القصة التي شرحناها بالتفصيل في أفلامنا خاصة الأفلام الثلاثة الأُوّل. وهي القصة التي نريد كل شخص أن يعرفها ويفهمها لأنه عن طريقها يتم السيطرة على الدول والتحكم في الحكومات وبالتالي استعباد الشعوب.
الانتفاضات العربية
وكنت ممن تفاجأ بالثورة أو الانتفاضة التونسية والتي حركت الأمل في تغييرات في المنطقة طال انتظارها ، مما جعلني أعود لمتابعة الأوضاع السياسية والمتغيرات في منطقتنا العربية (بعد زهدي فيها). ولما اندلعت أحداث الثورة (أو الانتفاضة) المصرية تابعت الأحداث عن كثب وشاركت في الفعاليات والمظاهرات المؤيدة للتغيير في لندن ، ومع أول فرصة ممكنة نزلت إلى مصر بعد غياب لأكثر من 19 سنة عنها للمشاركة في الفعاليات هناك وحضرت بعض حوادثها مثل أحداث مصطفى محمود (لمن يذكر تلك الموقعة). ومكنني ذلك من استعادة كثير من الصلات القديمة وتكوين معارف جديدة في ميدان التحرير وفهم النفسيات والعقلية المصرية التي تغيرت كثيراً في فترة غيابي وبعدي الطويلة عن مصر. وقد شعرت وقتها أن النظام المصري عمل على تقزيم الشخصية المصرية وأهال عليها من الجهل والإضعاف أكواماً ، لكن بقت هناك نماذج لامعة جداً استغربتُ كيف حافظت على لمعانها هذا في تلك الأجواء.
التلاعب بالثوار
ثم توالت أحداث مصر وتلاعب العسكر بالثورة وتصدر الأخوان (الفريق المنظم وقتها) لقيادة الجموع بعد أن اطمأن إلى قوة وتأثير الانتفاضة أو الثورة فالتحق بها ثم تصدر للقيادة ثم ما حدث بعدها من التلاعب بهم واستدراج الثورة إلى طريق مسدود بالقبول بتغييرات دستورية بسيطة بدلاً من تغيير ثوري جذري ثم الانجرار لاستكمال المسيرة بشكل مدني والانسحاب من الشارع والرضي بالفتات وغير ذلك. وبدى واضحاً لديّ في ذلك الوقت أن هذا الطريق لن يؤدي إلى ما كنا نطمح له من تغيير شامل. وهذا ما حدث بالفعل ثم انقض العسكر على الأخوان بعد توريطهم في ذلك المسار وبعد أن تلاعب بهم كما بينا.
أسباب الخلل
وكان واضحاً لديّ أن السبب الأساسي في هذا الخلل هو غياب الوعي بحقيقة الواقع والنظام الدولي وموقع الأنظمة المحلية فيها وبالتالي غياب التوصيف الشرعي لها بالإضافة إلى تفشي عقيدة الإرجاء في الأوساط الإسلامية نفسها ومنها الأخوان والسلفيين (ولهذا انتجنا فيلم حقيقة الإيمان). وقد ظهر أثر غياب الوعي بالواقع مع عقيدة الإرجاء بوضوح في طريقة تعامل كلا من الأخوان والسلفيين مع القيادة العسكرية التي ظلت محتفظة بقوتها وتحكّمها رغم كل ذلك. اقرأ مقالنا “أخطاء الأخوان خلال الثورة”.
وقد حاولت النصح وأوصلت خطة لإصلاح الأوضاع قبل السقوط وأوصلت صوتي لهم بنشر الخطة بل وتوصيلها لهم ، لكن من أنا حتى يستمع أي شخص لي. وحدث ما جرت به الأقدار وتحول الوضع وعاد إلى أسوأ مما كان عليه قبل تلك الانتفاضة أو الثورة المنقوصة.
توعية الجماهير
وبدأت بنشر مقالات و مقاطع من وثائقيات تشرح النظام العالمي وكيف يعمل – وهو الأمر الذي أدركت أنه حتى أعلى القيادات الثورية والإسلامية لا تدركه أو لا تعيه بشكل كامل ، فضلا عن الجماهير. وبوصول هذه المعلومات لبعض الأخوة ، وبعد نقاشات معهم ، تبلورت فكرة إنشاء منبر إعلامي لنقل هذه المعلومات إلى الجماهير وتوعية الشعوب بحقيقة الوضع العالمي والقوى المتحكمة فيه بشكل مبسط ، فكان هذا المركز وكانت تلك الأفلام الوثائقية والترجمة والنشر والمقالات والتوعية على مدار السنوات الخمس الماضية ، والحمد لله رب العالمين.
شفرة سورة الإسراء
تركز نشاط المركز على انتاج الأفلام الوثائقية ، ثم عثرت على قراءة صوتية لكتاب “شفرة سورة الإسراء” للدكتور بهاء الأمير ، فوجدت فيه ضالتي فقد وضع النقاط على الحروف وقررنا تحويله لفيلم بعد استئذان الدكتور بهاء ، فكان أعظم ما أنتجنا من أفلام ، ربط المعلومات وأوضح الرؤية وأقامها على أسس دينية وربط الواقع والتاريخ بها. والملاحظ أننا استشهدنا بآيات سورة الإسراء نفسها في أفلامنا الثلاثة الأولى (انظر مثلا نهاية فيلم سرقة البشرية) وذلك قبل أن أتعرف على كتاب شفرة سورة الإسراء ، بمعنى أن الفكرة كانت موجودة لكن الكتاب أوضح الصورة وبينها أيما بيان.
الجائحة المفتعلة
وهكذا عكفنا على نشر المؤمرات ثم أتت جائحة كورونا المفتعلة (أو الكاذبة) ، كما توقعنا بسبب عملنا في المجال الطبي والصيدلي في بريطانيا وفهمنا لدور اللقاحات في الخطط الدولية ، وهذا الأمر تحدثت فيه من قبل حتى داخل أوساط عملي ، فلما جاءت الجائحة الكاذبة والنية لتلقيح البشرية كنا على استعداد لنقل الصورة بشكل واضح للجماهير التي كانت متخبطة بالفعل ، وكتبنا وترجمنا أكبر عدد من الوثائقيات وكان لنا السبق في لفت النظر لهذه المؤامرة مما جعل المركز يشتهر بشدة وأصبح مصدراً للمعلومات عن الجائحة ، بل كان موقفنا في الجائحة هو السبب لإزالة صفحتنا من الفيسبوك وقناتنا على اليوتيوب وعليهما أكثر من نصف مليون متابع. مما اضطرنا لإنشاء موقع مستقل خاص وخصصنا قسماً منفرداً للجائحة المفتعلة واللقاح تحت عنوان كورونا.
وكتبت مقالاً بعنوان “اللقاح الجديد.. الأمل والمخاطر” قبيل صدور أول اللقاحات حاز انتشارا واسعاً وسبب لي مشاكل مع المجلس الصيدلي العام الذي يعطي رخص مزاولة المهنة في بريطانيا ، لكني لم أتردد ولم أعيرهم أي اهتمام ، بل وتوقفت عن مزاولة عملي كصيدلي حتى لا أتورط في حقن الناس بلقاح أعرف حقيقته.
الأرض المسطحة
وكنت قد تعرضت خلال مسيرة المركز لبعض من يحمل أفكار نظرية الأرض المسطحة ، ونتيجة فهمي للموضوع وأنه لا يضر في شيء أن يعتقد شخصاً ما غير الحقيقة في هذا الموضوع طالما لم يترتب على ذلك تفسيق أو تبديع أو عمل أو تولي مركزاً في صناعة المقذوفات أو الصواريخ أو الطائرات أو غير ذلك ، فلا بأس أن تظن أنها مسطحة. ولكن مؤخراً وبعد البحث تبين لي أن الأمر يتجاوز مجرد اعتقاد البعض بنظرية تخالف الحقيقة ، وأن هناك أبعاداً أخرى للموضوع.
الحقيقة والنظريات
فكون الأرض كروية هي حقيقة أدركها الناس الأولون منذ أزمنة بعيدة (قبل الميلاد) بالمشاهدة وأبسطها الشروق والغروب وحركة النجوم وغيرها- وكروية الأرض حقيقة لا مجال للنقاش فيها سواء أدرك القارئ هذا الأمر أو أنكره. لكن طغيان الكنيسة (التي كانت تعتقد بتسطيح الأرض وثباتها) ومعاقبتها للمخالفين وتكفيرهم وحتى إعدامهم ، جعل الكثير لا يجرؤ على الوقوف في وجهها ، بينما كان العالم الإسلامي كله يفهم هذه الحقيقة (ليس متأثراً بغيرهم ولكن عن أصالة) لدرجة أن علماؤهم عملوا مجسماً للأرض على شكل كرة وقاسوا أبعادها بدقة كبيرة تتخطي الأدوات المتاحة في ذلك الوقت ، وهذه قصة طويلة ليس مجالها هنا.
قوى خبيثة خلف المؤامرة
ومؤخراً علمت أن تلك القوى الخبيثة التي تعمل بشكل متعمد على تسطيح وتجهيل العقل المسلم وإيقاع المسلمين في البدع والخرافات والانحرافات العقائدية ، قد استغلت عودة ظهور هذه الخرافة في الغرب مؤخراً لتعمل على نشرها بقوة بين المسلمين كوسيلة أخرى من وسائل التجهيل وتسطيح العقل المسلم وتفرقة المسلمين والهجوم على أئمة الإسلام وتسفيههم وهدم صورتهم والتشكيك في عقولهم وبالتالي التشكيك في كل ما وصل عنهم. وهذه حقيقة عندي لا شك فيها يؤيدها كثير من الأدلة مثل المنشورات التي يتم تداولها بين السذج والتي وصلني منها الكثير وسأعرض بعضه لاحقاً.
توظيف الجائحة
وتم توظيف تخبط الأطباء وأصحاب المهن الطبية خلال فترة الوباء الكاذب وما تلاه من لقاحات ثبت ضررها ، تم توظيف ذلك للتشكيك في كل شيء ولم تعد تصح في الأذهان حقيقة ، وقام هؤلاء الخبثاء ممن يريدون تجهيل المسلمين بتمرير قضية الأرض المسطحة على أنها الحقيقة وأن الإيمان بها يعصم من الوقوع في الكفر والإلحاد وأن كل العلوم التي وصلت لها البشرية هي علوم زائفة وغير ذلك مما هو منتشر بين هؤلاء الجهلة السذج وإن كان بينهم بعض المتعلمين لكنه التعليم الذي يخرج شخص بربع عقل كما أثبتت الدراسات ، فهو ليس تعليماً في الحقيقة لكنه عملية تجهيل ضخمة.
فأصبح هؤلاء المسطحون جزءً من مؤامرة جديدة يتوجب علينا في المركز التصدي لها ، وذلك لخطرها العقائدي والديني أولاً ودورها في التجهيل وتسطيح العقول ثانياً ودورها في ازدياد الفرقة بين المسلمين ثالثاً، وهذا ما نعكف عليه حالياً.
دور المركز
وقد بدأنا في نشر وثائقيات (على قناتنا على التليغرام) تبين بشكل مبسط وعميق وقاطع تهافت الخرافة هذه من الناحية العلمية لمن عنده مسكة من عقل. ولكن الأمر أكثر تعقيداً لإقناع الكثيرين ، فكما أوضح الدكتور راغب السرجاني فإن هؤلاء المسطحين ستة أصناف ، خمسة منهم يصعب أو يستحيل أن يتراجعوا عن موقفهم هذا ، الذي تغذيه -في رأيي- قوى خبيثة تعرف ما تقوم به جيداً. وسننشر إن شاء الله في الأيام القادمة وما بعدها عدداً من الأدلة على هذه المؤامرة الجديدة وما يساعد الشباب أن يفهموا الموضوع من جوانبه المختلفة ويردوا عليه ، وما قد يكون سبباً لاستفاقة المخلصين منهم ، والله المستعان.