مقالنا السابق عن أزمة غذاء في بريطانيا
يذكر بعض المتابعين مقالاً سابقاً نشرناه عن بداية أزمة غذائية عالمية بدأت في بريطانيا. وقد نصحنا وقتها بتخزين طعام يكفي لسنة. والآن تتوفر لدينا مزيد من الدلائل على أن هذه الأزمة العالمية تلوح في الأفق وأن هناك أيدي خفية تدفع باتجاهها. ننشر اليوم فيديو بالانكليزية ومعه مقال يفرغ محتوى الفيديو وكذلك مصادر أخرى من مقالات وأخبار مختلفة تصب في نفس الاتجاه. هناك أزمة في إمداد المزارعين بالمخصبات الصناعية ومبيدات الحشرات والحشائش الضارة وكلها مهمة في الزراعة الحديثة التي تستخدم المحاصيل المعدلة وراثياً والتي تحتاج هذه الأنواع من المخصبات والمبيدات. وفضلاً عن ذلك هناك بعض الاضرابات في نقل المحاصيل وتصديرها في مناطق مهمة من العالم مثل كندا ، فضلاً عن مشاريع غريبة تصادر بسببها حكومة الولايات المتحدة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لحساب تلك المشروعات.
أزمة الأسمدة (المخصبات الصناعية) أزمة الطاقة
لا يستطيع الفلاحون في أنحاء مختلفة من العالم الحصول على إمداد كافية من المخصبات (ومبيدات الحشائش الضارة) كما في ألمانيا والبرازيل والولايات المتحدة وكندا والهند حيث أعدت الحكومة هناك غرفة عمليات حربية لتوزيع ما لديها من مخصبات حسب أولوية المحصول ويتم التوزيع بحضور الشرطة المسلحة للحماية ضد غضب المزارعين ومحاولاتهم استخدام القوة في الحصول على ما يحتاجون. هذه الأزمة بدأت في التفاقم وهي مرتبطة بأزمة أخرى وهي أزمة الطاقة حيث أدت زيادة أسعار الطاقة إلى زيادة أسعار إنتاج المخصبات بل إن بعض الشركات المنتجة للمخصبات قد أغلقت أبوابها نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج بدرجة غير مسبوقة الأمر الذي أدى إلى انخفاض في إنتاج المخصبات التي تعتمد عليها الزراعة الحالية حتى أن الصين قد أوقفت تصدير تلك المخصبات حيت تنتج الصين 28% من الإنتاج العالمي لمخصبات الفوسفات وهي أحد ثلاثة أنواع من المخصبات بالإضافة إلى النترات والبوتاسيوم.
وقف تصدير المحاصيل
ومع تفاقم أزمة المخصبات دولياً ، أوقفت بعض الدول تصدير محصولاتها الغذائية للحفاظ على ما يكفي للسكان المحليين. فقد قامت بعض الدول إما بفرض ضرائب إضافية على التصدير أو بوضع حدود للكميات المصدرة. هذه الدول شملت أوكرانيا التي وضعت حداً للكميات المسموح بتصديرها من القمح بالإضافة إلى روسيا التي قللت من تصديرها للقمح أيضاً . وفي الأرجنتين أوقفت الحكومة تصدير لحوم البقر من شهر إبريل الماضي ثم قامت بوضع قيود على تصدير الذرة مؤخراً . وفي كندا أوقفت شركة القطارات الوطنية عمليات الشحن بدون سابق إنذار مما أثر على نقل الغذاء من الغرب الكندي لمرافق التصدير ويجد الكثير من المزارعين والتجار صعوبات في إيجاد وسائل شحن بديلة. كما اشتكى آخرون من نقص الحصاد هذا العام من محاصيل أساسية. كل هذه العراقيل المصطنعة تهدد بنقص في إمدادات الغذاء العالمية في المحاصيل الأساسية بدءاً من العام القادم 2022.
تمرين لمحاكاة أزمة غذائية على نمط تمارين كورونا
كل ما يحدث الآن يتماشى مع تمرين لمحاكاة أزمة غذائية باسم “التفاعل التسلسلي الغذائي” (على وزن التفاعل التسلسلي الذي يحدث لتوليد انفجار نووي) أقيم على نمط تمارين محاكاة وباء كورونا المشهورة مثل “خطوة الإغلاق Lock Step” الذي جاء في مستند مؤسسة روكفيلر لعام 2010 و”كليد إكس Clade X” لعام 2018 و “العدوى القرمزية Crimson Contagion” من شهر يناير إلى أغسطس 2019 عن وباء أنفلونزا عالمي ينتشر من الصين!!! وتمرين “الحدث 201 Event 201” الذي أقيم قبل أسابيع من انتشار الوباء، تلك التمارين التي رسمت بدقة كل ما حدث ويحدث منذ بدء الوباء المفتعل.
هذا التمرين الخاص بالغذاء مول بواسطة جورج سورس الملياردير المعروف بنشاطه الاقتصادي والسياسي المثير للجدل وتم بمشاركة فرق من أمريكا والصين والبرازيل والاتحاد الأوروبي والهند وافريقيا وبمشاركة “كارجيل Cargill” واحدة من أكبر شركات الغذاء في العالم ونفذ بمعرفة جون بودستا (المتورط في فضيحة بتزاجيت). التمرين تحدث عن أزمتين غذائيتين عالميتين تحدثان ما بين 2020 و2030 وقام بمحكاة لسيناريو لهما.
فرض ضريبة الكربون نتيجة لأزمة غذائية
تمرين محاكاة أزمة الغذاء المسمي “ التفاعل التسلسلي الغذائي The Food Chain Reaction ” تم في نوفمبر 2015 وناقش عوامل نشوء مثل هذه الأزمة مثل الاحتباس الحراري والصراعات الدولية القومية تؤدي إلى اضرابات في الإنتاج والتصدير وزيادة أسعار المواد الغذائية ووجود انقطاعات في الإمدادات تؤدي إلى مجاعة. ويبدو أن هناك بوادر لتحقق ذلك السيناريو في الواقع بدأت بالفعل عالمياً كما أوضحنا أعلاه.
التمرين انتهى بنتيجة مفادها أن أزمة مثل هذه ستؤدي إلى فرض ضريبة للكربون أي ضريبة على كل نشاط بشري ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون مثل حرق وقود التدفئة أو وقود أحفوري في السيارات والطائرات أو المصانع أو حتى على المستوى الفردي (يمكنك تحميل المستند كاملاً هنا). هذا المخرج من التمرين هو أحد أهداف قمم المناخ المختلفة لفرض ضرائب على الكربون وما يتبعها من فرض رقابة على كل النشاط البشري على مستوى الشركات والأفراد. وبالإضافة إلى ذلك تهدف قمة المناخ COP26 القائمة الآن بتغيير نوعية النشاط البشري نفسه ووقف انتاج اللحوم واستبدالها باللحوم المصنعة ومنع السيارات ذات محركات الوقود الأحفوري ووقف السفر الجوي وغيرها من الإجراءات ، والتي في النهاية تؤدي إلى مصادرة مصادر الطاقة القديمة والجديدة ووضعها تحت إشراف تلك الطغمة من الرأسماليين التي تدير الأحداث من وراء الستار.
الحلول .. ماذا يجب أن تفعل
حاولت بعض الدول مؤخراً الطلب من مواطنيها تخزين مواد غذائية أساسية تفيد في وقت الأزمات كما فعلت الصين وكوريا الشمالية وبعض الحكومات المحلية في أماكن أخرى. إن أي محاولة لتقليل الاعتماد على أنظمة الغذاء العالمية وخطوط إمدادها ستفيد ، بل من الأفضل محاولة توفير الاستقلالية الكاملة عن هذا النظام ، لكن يمكن البدء ببعض الإجراءات التي قد تفيد كبداية. يبدأ هذا مع أخذ كل أسرة على عاتقها الاستعداد لفترة من النقص المستمر في الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وإليك بعض النصائح العملية:
قم بعمل جرد لما لديك من غذاء مخزن .
ضع “ميزانية طعام” واقعية لعائلتك لتحديد ما تحتاجه على أساس أسبوعي / شهري.
تعرف على ما هو متاح مباشرة من المزارعين في منطقتك المحلية وقم بتأسيس علاقات معهم الآن.
قم بإعداد إمدادات قصيرة الأجل من الأطعمة الأساسية غير القابلة للتلف.
قم بإعداد إمدادات طويلة الأجل من القمح والأرز والفاصوليا والشوفان والمعكرونة والأطعمة المعلبة وغيرها من الأطعمة الأساسية التي يمكن الحفاظ عليها بأمان لفترات طويلة من الزمن.
قم بمراجعة تواريخ صلاحية هذه الأطعمة واستهلك المواد ذات التاريخ القريب مع استبدالها بأخرى ذات تاريخ أبعد بحيث يكون عندك دائماً إمداداً يكفي لمدة معينة.
لو استطعت توفير قطعة أرض لزراعتها والمساهمة في توفير بعض الاحتياج منها ، وتبادل المنتجات مع مزارعين آخرين بحيث يتم توفير استقلالية لحد كبير .
هذه النصائح بداية جيدة ، لكن الحل الحقيقي لهذه الأزمة لا يمكن أن ينتهي عند هذا الحد. على الرغم من أنه يمكننا زيادة استقلالنا عن إمدادات الغذاء العالمية من خلال هذه الأساليب ، لا يمكننا تحقيق الاستقلال الحقيقي حتى نقوم ببناء اقتصاد غذائي بديل.
بعض المقالات والفيديوهات المتعلقة بالموضوع:
1- ننصح بتخزين طعام سنة .. أزمة الغذاء والمحروقات العالمية بدأت في بريطانيا
2- “الصفر المطلق”.. خريطة طريق البشرية كما تخطط النخب الحاكمة
4- المجتمعات والمؤسسات البديلة هي الحل العملي للتغيرات العالمية